صوت طقطقة يرج أنحاء مركز تجاري شهير في العاصمة السعودية، الرياض، ليتفاجأ الرواد أنه صوت "كعب عال" وهو يسير على الأرض الرخامية، قبل أن يرفعوا أعينهم ويتفاجؤوا بمشهد "نادر وغير مسبوق" في تاريخ المملكة. فبدلا من ذلك الثوب الأسود الفضفاض، التي اعتادت النساء على ارتدائه في المملكة العربية السعودية، والذي يطلق عليه "العباءة"، فوجئ رواد المركز التجاري، بسيدة تسير برأس مكشوف وكعب عال خالعة "العباءة".
جاء ذلك في تقرير نشرته وكالة "فرانس برس"، لما وصفته بأنه حملة "تمرد نسوية" على الزي التقليدي في المملكة.
أما عن الفتاة التي كان يقصدها التقرير، فهي مشاعل الجالود، 33 عاما، التي نشرت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مقطع فيديو وهي تسير في مركز تجاري مرتدية قميصا برتقاليا وسروالا.
#اعتبريني_زي_اخوك pic.twitter.com/QDO3CYxOzB — مشاعل بنت عبدالعزيز (@m80h93) July 5, 2019
ولم يقتصر هذا التمرد على موقف مشاعل فقط، بل سبقه وتلاه عدد كبير من المواقف، كان أبرزها حملة ارتداء "العباءة بالمقلوب" التي اجتاحت "تويتر" لفترة في إشارة للاعتراض على ضرورة ارتداء المرأة السعودية للعباءة.
وسبقت تلك الواقعة، ما فعلته الناشطة مناهل العتيبي، 25 عاما بسيرها في شوارع الرياض، بزي رياضي، مشيرة إلى أن رجال المرور شاهدوها ولم يتعرضوا لها بأي أذى.
ونقلت "فرانس برس" عن العتيبي قولها: "منذ 4 أشهر، منذ أن جئت إلى الرياض، وأنا لا أرتدي العباءة...أعيش مثلما أريد، أتصرف بحرّية، لست مقيّدة، لا يُفرض عليّ لباس لست مقتنعة به“.
أما مشاعل الجالود، فقالت للوكالة "أخشى أن يثير عدم ارتدائي للعباءة حفيظة عدد كبير من المتشددين".
وتابعت "ليست هناك قوانين واضحة، ولا حماية... قد أتعرض للخطر أو أتعرض لاعتداء من قبل المتطرفين دينيًّا لأنني أسير من دون عباءة".
وسبق ونشرت الجالود تسجيلا في يوليوز الماضي، قالت فيه إن مركزا تجاريا في الرياض رفض دخولها، بسبب عدم ارتدائها العباءة، وأضافت "تم منعي من الدخول، رغم أني ألبس لباسا محتشما، شكرا".
كما رد المركز التجاري على تغريدة مشاعل قائلا: "عزيزتي مشاعل، نعتذر منك، لكننا نمنع دخول المول للمخالفين للآداب العامة، وحياك الله بأي وقت".
وتقول مشاعل إنها رغم أنها مصرة على عدم ارتداء العباءة في الأماكن العامة، لكنها مضطرة أن تلبسها في مكان عملها، لأن القانون يفرض على الموظفات لباسا معينا.
وأردفت قائلة "تلك العباءة ليست إلا عرف، ليست مرتبطة بالدين، ولو كانت مرتبطة بالدين، لكن كل السعوديات خارج المملكة ارتدين العباءة والنقاب".
وتباينت ردود أفعال مواقع التواصل حول تلك الوقائع، ما بين الرفض القاطع لما فعلته مناهل، والتي وصلت إلى حد تهديدها وإطلاق هاشتاغات مثل "مكافحة الانحلال"، و"أوقفوا العبث".
أمس كان يوم حظي نمت وأنا جداً سعيدة وصحيت وأنا أسعد ومن السعادة رحت أشطب شوراع الرياض شارع شارع وحارة حارة ومن خلال تشطيبي وتعاملي مع الدوريات والمرور وردة فعلهم المحترمة معي إكتشفت إن النظام فعلاً تعمم وإن ولي العهد كان صادق لمن قال (يحق للمرأة أن ترتدي مثل الرجل). #صباح_الخير pic.twitter.com/3G3MLPnsPU — مناهل العتيبي ولية أمر نفسها . (@1994_thefreedom) August 19, 2019 فيما أيد آخرون ما فعلته، مشيرين أنها تجربة تتم لاختبار مدى تقبل المجتمع لتلك الخطوة، للوصول إلى ما وعد به ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في رؤية "2030".
واستند المؤيدون لتلك الأفعال بتصريحات سابقة لولي العهد السعودي، الذي يقول فيه إن الاحتشام ليس له علاقة بارتداء العباءة.