يحمل موسم الحج العام الجاري عددا من الإجراءات التي اتخذتها المملكة منها ما يدخل في سياق المحظورات والآخر يأتي في سياق مواكبة المرحلة التي تعيشها المنطقة سواء من النواحي الأمنية أو الصحية والبيئية، علاوة على التطورات التي صاحبت رؤية المملكة 2030. المرة الأولى
للمرة الأولى تسمح المملكة للقادمين إليها لأداء مناسك الحج والعمرة بالخروج من مكة والمدينة لزيارة المدن السعودية خارج المناطق المقدسة، ويتيح هذا القرار لملايين الحجاج والمعتمرين، زيارة مختلف المدن السعودية خلال مدة التأشيرة الممنوحة لهم، بعد أن كان ذلك ممنوعا عليهم الخروج من جدة أو مكة والمدينة، جاء ذلك في بيان لمجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء الماضي، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية.
وأوضح البيان، أن هذا "الاستثناء، يأتي وفق تنظيم معاملة القادمين للمملكة بتأشيرات دخول للحج أو العمرة وغيرها".
اشتراطات صحية
حذرت وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية عبر موقعها الإلكتروني من عدد من الأمراض منها "الحمى الصفراء" ويتيح قرار سعودي لملايين الحجاج والمعتمرين، زيارة مختلف المدن السعودية خلال مدة التأشيرة الممنوحة لهم، بعد أن كان ذلك ممنوعا عليهم.
تشترط وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية على جميع القادمين للعمرة أو الحج أو لأي غرض آخر من الدول والمناطق التي تسري فيها بعض الأمراض أو الأوبئة مثل الحمى الصفراء والحمى الشوكية والإنفلونزا الموسمية تقديم شهادة تطعيم سارية المفعول تثبت حصولهم على اللقاحات والأمصال الوقائية.
كما توصي وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية جميع القادمين للعمرة أو الحج أو العمل الموسمي أو لأي غرض آخر في مناطق الحج بالتطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية قبل قدومهم للمملكة بمدة لا تقل عن 10 أيام، وخصوصا النساء الحوامل، والأطفال دون سن 5 سنوات، والمسنين، والمصابين بأمراض مزمنة (مثل أمراض القلب، أو أمراض الجهاز التنفسي، أو أمراض الكلى، أو الأيض، أو الجهاز العصبي، أو الكبدي، أو الدموي)، والأفراد الذين يعانون حالات تثبيط مناعي (مثل: فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، وتلقي العلاج الكيميائي أو المنشطات، أو الورم الخبيث).
الحج وتأشيرة الترفيه
تناولت عديد من المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي عمليات تقوم بها بعض شركات السياحة والترفية بعد رفع رسوم التأشيرات في المملكة، حيث أقدم عدد من المسلمين الأجانب على حجز تذاكر سفر إلى المملكة العربية السعوديةلتأدية مناسك الحج، لكن بتأشيرات دخول تمنحها سلطات المملكة حصراً للزوار الذين يريدون المشاركة في حفلات هيئة الترفيه، لكون الحصول على تأشيرة لحضور الفعاليات الفنية والترفيهية بات أسهل وأسرع بكثير من الحصول على تأشيرات أخرى.
وفق وكالة الأنباء السعودية، فقد تقرر أن يكون رسم تأشيرة الدخول لمرة واحدة 2000 ريال سعودي، أي ما يعادل 533.3 دولارا أمريكياً، على أن تتحمل الدولة هذا الرسم عن القادم أول مرّة لأداء الحج أو العمرة.
وعدَّل مجلس الوزراء رسم تأشيرة الدخول المتعدد إلى 3000 ريال سعودي (نحو 800 دولار) لستة أشهر، وإلى 5000 ريال (1333 دولاراً) لمدة سنة، وإلى 8000 ريال (2133 دولاراً) لمدة سنتين.
السياسة تتوقف عند المناسك
ومن جانبه قال الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع الأمين العام المساعد السابق للهيئة العالمية للتعريف بالرسول "صلى الله عليه وسلم" ل"سبوتنيك"، في كل عام يتجدد الشرف للحكومة السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وهو مجد أثيل وشرف أصيل تحظى به حكومة المملكة عبر توالي الأيام وتتابع الأعوام بخدمة ورعاية الحرمين وقاصديهما.
وأضاف الشايع، يشهد العالم عدداً من التقلبات الأمنية والمناحرات السياسية فقد كان موقف المملكة حازماً بتأكيد أن السياسة تتوقف عند حدود المناسك، فلا يقبل من أحد رفع شعارات سياسية أو حزبية ولا إثارة أي خلافات مذهبية أو نعرات عرقية، فالمقام مقام توحيد وعبادة لله وحده، وهذا النهج السعودي الحكيم محل تأييد وثناء وامتنان من المسلمين في أرجاء الدنيا.
وتابع الأمين العام السابق للهيئة العالمية، مع قرب موسم حج هذا العام 1440ه ووصول طلائع ضيوف الرحمن للمملكة رحَّب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ين عبد العزيز إبان ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء الأسبوع المنصرم بحجاج بيت الله الحرام داعياً لهم بالتوفيق والقبول، وتوجيهه لمختلف القطاعات الحكومية والأهلية بالحرص على تيسير أداء جميع الحجاج مناسكهم وتوفير الأمن والاستقرار والهدوء لهم والارتقاء بالخدمات المقدمة في المنافذ البرية والبحرية والجوية وفي مختلف المرافق على طرق رحلتهم إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
وأوضح الشايع، أن "مجلس الوزراء السعودي أكد على أن يتفرغ حجاج بيت الله الحرام لأداء شعائر الحج ومراعاة إخوانهم وخصوصية الأماكن المقدسة وروحانيتها والابتعاد عن كل ما يعكر صفو الحج وسكينته برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية، وأنه لن تقبل مثل هذه التصرفات بأي حال من الأحوال ويتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة كافة، للحيلولة دون القيام بها وتطبيق ما تقضي به الأنظمة والتعليمات، حيال من يقدم على ذلك، وهذا الموقف الواضح والحازم من أعلى سلطة في المملكة مدعاة طمأنينة وتقدير من المسلمين للمملكة حاضنة الحرمين وخادمتهما".
وحول تعامل المملكة مع حجاج الدول المختلفة سياسيا مع المملكة قال الشايع: "المملكة تنأى بالسياسة بعيدا عن المناسك وفي سبيل ذلك لم تتناسَ الحجاج في الدول التي ليس لها معها تمثيل دبلوماسي، كما هو الحال في إيرانوقطر، فقد صدرت التوجيهات العليا بتيسير وصول الحجاج القادمين من تلك الدول أسوة بالحجاج في أقطار العالم، رغم التعنت والتحايل اللذين تنحى إليهما سلطة طهران والدوحة بغية تسيس مناسك الحج لدعم مواقفهما المتداعية ضد المملكة".
رفع حالة الاستعداد
في تلك الأثناء، رفعت السلطات السعودية من وتيرة استعداداتها لانطلاق موسم الحج، إذ ينتظر أن تبلغ أعداد الحجاج من داخل وخارج السعودية قرابة ثلاثة ملايين حاج، وقالت وزارة الصحة السعودية أنها تسابق الزمن لإكمال استعداداتها التقنية والبشرية للحفاظ على صحة وسلامة الحجاج، بتوفير أكثر من 900 طبيب وممرض متخصصين في مجالات العناية المركّزة والقلب والكلى والمناظير والطوارئ والأمراض.
كما هيأت الوزارة 25 مستشفى، منها أربعة مستشفيات بمشعر عرفات، وأربعة بمشعر منى، وسبعة بالعاصمة المقدسة، وتسعة مستشفيات بالمدينة المنورة، إضافة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، مشيراً إلى أنّ عدد أسرة التنويم بمستشفيات مناطق الحج يقدر بنحو 5000 سرير.