اختار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، القيام بزيارة خاصة للمغرب، في خضم الزوبعة التي آثرها الخلاف غير المعلن بينه وبين زوجته الأميرة هيا بنت الحسين، وذلك بعد أسابيع من الأنباء التي تحدثت عن هروب الأميرة وأبنائها إلى ألمانيا، ومن ثم إلى بريطانيا. مصادر "الأيام24"، اعتبرت أنه رغم التكتم الشديد حول الزيارة الخاصة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي إلى المغرب، إلا أنها ذات أبعاد سياسية واقتصادية، خاصة في ظل الأزمة الصامتة بين الرباطوأبوظبي، والتي تجسدت في عدم تصويت الإمارات لصالح استضافة الرباط لمونديال 2026، في خطوة مفاجئة. ومما عزز هذه الأزمة الصامتة بين المغرب والإمارات، هو غياب سفير أبوظبي عن الحفل الذي أقامه الملك محمد السادس لتوديع عدد من السفراء الأجانب الذين انتهت مهماتهم بالرباط، ما أثار جدلا جديدا حول تطور العلاقات الثنائية بين المغرب والإمارات. وكان السفير الإماراتي قد غادر الرباط في أبريل الماضي بطلب من السلطات الإماراتية، كما غاب السفير الإماراتي عن حفل استقبال الملك محمد السادس للسفراء الأجانب الذين جاؤوا لتوديعه بعد انتهاء مهامهم بالمغرب، الثلاثاء الماضي. ودأب حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على القيام بالعديد من الزيارات للمغرب من أجل قضاء عطلته، إلى أن هذه المرة تزامنت مع الزوبعة الإعلامية التي تشهدها قضية هروب زوجته الأميرة هيا، من الإمارات، إلى بريطانيا، في ظل الحديث عن مساعي الحميدة لرأب الخلاف. وبعد تفجر القضية على الصعيد الإعلامي، اختار الشيخ بن راشد البالغ من العمر 69 عاما والذي يعد أحد كبار الأثرياء عالميا، حسابه على موقع إنستغرام، لنشر قصيدة شعر بعنوان: "عشتِ ومتِ" موجهة إلى امرأة لم يذكر اسمها، متهما إياها ب"الخداع والخيانة". لكن مصادر "الأيام24"، أوضحت أن ما تعيشه علاقات المغرب والإمارات، لم يؤثر على التعاون الذي يجمع البلدين، على الشق الاقتصادي، حيث كشف تقرير، الأربعاء، أن دولة الإمارات العربية المتحدة مازالت تحتل المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية بالمملكة المغربية، بفضل التدفق الكبير للاستثمارات الإماراتية في مجالات الطاقة والعمران والسياحة والاتصالات والخدمات. وفي آخر تطورات القضية، أكد موقع يومية "دي غارديان" أن "طلبات قدمت للمملكة المتحدة عبر قنوات خاصة في دبي، بهدف إعادة الأميرة هيا، التي كانت تشعر بالقلق على سلامتها الشخصية في بريطانيا. لكن وزارة الخارجية اعتبرت أن الأمر هو خلاف شخصي". ونقلت عن متحدث باسم السفارة الإماراتية في لندن قوله "لا تنوي حكومة الإمارات العربية المتحدة التعليق على مزاعم حول حياة الأفراد الخاصة. أما إذا كانت قد أثارت مثل هذه القضية مع نظرائها الألمان أو البريطانيين، فالجواب هو لا". وتابع موقع "دي غارديان" لقد "رفض محامو الشيخ محمد التعليق على القضية". وتزوجت الأميرة هيا من الشيخ محمد بن راشد سنة 2004، وهي خريجة جامعة أوكسفورد المرموقة، حيث كانت تدرس الفلسفة، السياسة، والاقتصاد. ورزقت هيا ومحمد بن راشد بطفلين هما الشيخة الجليلة والتي ولدت في 2 دجنبر 2007، والشيخ زايد الذي ولد في 7 يناير 2012.