تحتضن بريتوريا العاصمة الجنوب إفريقية اليوم وغدا مؤتمرا دوليا لدعم "جبهة البوليساريو" وما يسمى ب"الشعب الصحراوي"، في الوقت الذي تحتضن فيه مدينة مراكش مؤتمرا أفريقيا لدعم جهود الأممالمتحدة لحلحلة ملف الصحراء. ورغم الجهود التي قامت بها الديبلوماسية المغربية على مدى العقد الاأخير لتحييد الدعم الجنوب إفريقي، توج بإعادة تطبيع العلاقات ولقاء تاريخي بين الملك محمد الاسدس وجاكوب زوما بأبيدجان في نونبر من العام 2017 إلى أن جنوب افريقيا تصر على دعم الجبهة، حيث تم تعيين سفير جديد لها ببريتوريا. وعلاوة على الدعم الدبلوماسي تحاول فتح ملف النزاع في أجهزة الاتحاد الأفريقي، وهو ما يعارضه المغرب الذي يشدد على أن الحل سيكون من غضراف الأممالمتحدة .
وانطلقت اليوم الاثنين في مقر وزارة خارجية جنوب أفريقيا أشغال "المجموعة الإنمائية لجنوب القارة الأفريقية"، والمشكلة من 16 بلدا أفريقيا، للتضامن مع "جبهة البوليساريو"، حيث حضرها زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، ووزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، وشخصيات تمثل بلدانا أفريقية وآسيوية وأميركية تناصر طرح الجبهة.
ويورد برنامج المؤتمر الذي ترعاه جنوب أفريقيا نقاشات حول دور المجتمع الدولي في فرض تطبيق كافة قرارات الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي المتعلقة بالصحراء، فضلا عن عرض شريط وثائقي قصير لتسليط الضوء على ملف الصحراء، قبل الخروج ببيان يدعم "البوليساريو".
وفي اليوم ذاته ينعقد بمدينة مراكش المؤتمر الوزاري الأفريقي حول الدعم المقدم من الاتحاد الأفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية بمشاركة نحو 40 بلدا من المناطق الخمس للقارة السمراء.
ووفق بلاغ الخارجية المغربية، فإن المؤتمر يروم التعبير عن دعم قرار الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي (رقم 693)، الذي تم اعتماده في القمة الحادية والثلاثين للاتحاد، المنعقدة يومي 1 و2 يوليو 2018 بنواكشوط، والذي يجدد التأكيد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في بحث النزاع الإقليمي حول الصحراء.
وأرسى القرار 693 حول تقرير رئيس لجنة قضية الصحراء آلية افريقية تضم "ترويكا" الاتحاد الأفريقي، وهم الرؤساء المنتهية ولايتهم والحاليون والملتحقون الجدد ورئيس اللجنة، من أجل تقديم الدعم الفعال للجهود المبذولة تحت إشراف الأممالمتحدة. ويرى مراقبون أن مؤتمر مراكش يشكل ردا على مؤتمر بريتوريا خاصة وأن غالبية وزراء القارة السمراء فضلوا التواجد في مراكش وليس بريتوريا.