التقى وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الأربعاء، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، وذلك خلال زيارة قام بها إلى مقر الحلف. وذكرت صحيفة الشرق القطرية أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد على الأهمية القصوى التي توليها دولة قطر لشراكتها مع حلف "الناتو"، مشيرا إلى "عمل كل من الناتو وقطر معا على تطوير حوارنا السياسي المعتاد وتقوية تعاوننا الفعلي بمختلف الطرق"، وذلك وفقا لصحيفة "الشرق" القطرية. ورأى نائب رئيس مجلس الوزراء، أن "الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط هما حجر الزاوية للسلام والاستقرار العالمي". وجدد دعم دولة قطر المستمر لكافة الجهود الدولية والإقليمية لإنجاح الحلول السياسية للأزمات في سوريا وليبيا واليمن، ودعوتها لجميع أطراف النزاع في هذه الدول إلى التوافق الوطني ونبذ الخلافات ووقف إراقة الدماء، لتحقيق التطلعات المشروعة لشعوب هذه الدول الشقيقة، وحفظ ووحدة وسلامة أراضيها.
وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن، إن "دولة قطر كما شاركت في مهمة الدعم الحازم للناتو في أفغانستان فإنها أيضا تشارك في الجهود الدبلوماسية لتسهيل واستضافة وساطة بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان".
وتطرق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى التحدي الثاني، المتمثل في التهديد المتنامي للهجمات الإلكترونية، وتحدث عن الحل لمواجهة هذا التحدي من خلال التعاون لبناء دفاعات قوية ومرنة.
وقال: "يجمع العالم اليوم على أن المخاطر الناجمة عن ارتكاب الجرائم المرتبطة بالأمن السيبراني تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، فقد أضحت القرصنة الإلكترونية وسيلة تستخدم لاختلاق الأزمات والإضرار بالعلاقات بين الدول لتحقيق أهداف خاصة، ودون الاكتراث بالمسؤولية القانونية عن تلك الجرائم، ولا شك أن مواجهة هذه الجرائم تستوجب تدابير وإجراءات قضائية لمعاقبة مرتكبيها، وكفالة حصول الأطراف المتضررة منها على حقوقهم بموجب القانون الدولي". وأشار، في هذا السياق، إلى أن "الأزمة الخليجية الراهنة، والحصار غير المشروع المفروض على قطر، منذ قرابة عامين، كانا نتيجة لجريمة قرصنة وتجسس رقميين، وقد قامت دول الحصار باتخاذ إجراءات أحادية ضد دولة قطر، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد العلاقات بين الدول، بذريعة مزاعم تبين للعالم عدم صحتها".
ولفت وزير الخارجية القطري، إلى أن "الحصار لم يعق التزام دولة قطر بالتعاون الإقليمي والدولي، مؤكدا أن "دولة قطر مهتمة بالاستفادة من قدرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مجال الدفاع الإلكتروني وخبرته في هذا المجال".
ويذكر ان الأزمة الخليجية متواصلة منذ 5 يونيو 2017، حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصرجميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرض حصار عليها.