اعترفت جبهة "البوليساريو" كون الأوضاع الإنسانية بمخيمات تندوف أصبحت "كارثية" أكثر من أي وقت مضى، بعدما قللت العديد من الدول المانحة والمنظمات الانسانية من مساعداتها للمحتجزين، بعدما تبين لها حجم ألاعيب البوليساريو والجزائر في استخدام أحد موارد إبقاء الأزمة باسم الدفاع عن الشعوب وتحويله إلى ريع بعد سرقة ما يوجه للمحتجزين في المخيمات. هذا وأدلي يحيى بوحبيني، رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، بتصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أكد من خلاله أن الأوضاع الانسانية للاجئين ستعرف "كارثة انسانية" لو لم تصلهم مساعدات عاجلة قيمتها 10 مليون دولار في يونيو القادم حسب تقديرات برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة.
وأضاف في ذات التصريح أن "المحتجزين يعيشون ظروف صعبة بسبب التراجع المسجل في المساعدات الانسانية خلال السنوات الأخيرة " مبرزا أنه "لو لم تصلهم مساعدات عاجلة بقيمة 10 مليون دولار في يونيو القادم سيعرف الوضع الانساني كارثة ".
وأدى تراجع المساعدات-- حسب ذات المتحدث-- إلى "انعكاسات سلبية" لدى مختلف فئات المحتجزين الصحراويين لاسيما الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، وهي الفئات التي تعاني من"ارتفاع أمراض سوء التغذية وفقر الدم" بسبب تراجع المساعدات الانسانية من قبل عدة دول وجهات مانحة.
وأشار الى أن المساعدات الانسانية التي كانت تمنح من قبل الاتحاد الأوربي ومنظمات غير حكومية بأوربا تراجعت من 51 مليون يورو الى 10 مليون يورو سنويا، و تراجعت أيضا المساعدات التي تمنحها اسبانيا حسب نفس المصدر من 10 مليون يورو سنويا الى4.7 مليون يورو وهو الأمر نفسه بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية من9.1 مليون دولار الى 3.5 مليون دولار سنويا.
وتسبب هذا الوضع حسب بوحبيني في "تقليص الحصة الفردية" من الأرز ومشتقات القمح بنسبة 50 بالمائة خلال شهر أبريل ومايو للفرد الواحد.
وبرر مسؤول الهلال الأحمر لما يسمى بجبهة "البوليساريو" تراجع المساعدات بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وكذا الوضع "غير المستقر في عدة بلدان في المنطقة و في العالم".
هذا وكان تقرير للإتحاد الأوروبي قد فضح سرقة المساعدات الإنسانية المخصصة لسكان مخيمات تندوف، ليظهر أن لوبيات الاسترزاق من مآسي الأسرى تتغذى كطفيليات على مساعدات إنسانية.
وكانت الجزائر والبوليساريو تلقتا في الآونة الأخيرة صفعة موجعة في واحد من الملفات الأكثر حساسية، والذي تحول في الآونة الأخيرة إلى موضوع للاحتجاجات داخل المخيمات، ولم يعد المغرب وحده من يندد بألاعيب البوليساريو والجزائر في استخدام أحد موارد إبقاء الأزمة باسم الدفاع عن الشعوب وتحويله إلى ريع بعد سرقة ما يوجه للمحتجزين في المخيمات. وكشف تقرير للمكتب الأوروبي لمكافحة الغش أن الجزائر والبوليساريو يعمدان منذ سنة 1991 إلى تحويل جزء كبير من المساعدات الإنسانية الدولية المخصصة للسكان المحتجزين بمخيمات تندوف.