تزامنا مع التطورات الأخيرة بين المغرب ودول خليجية، أصدر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، الأربعاء، وثيقة تصديق بالموافقة على اتفاقية تعاون في مجال إنشاء وتشييد مشاريع البنية التحتية بين حكومة دولة قطر وحكومة المملكة المغربية، الموقعة بمدينة مراكش على هامش الزيارة الرسمية التي قام بها الأمير إلى المغرب سنة 2013. وبذلك، ستدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ بعد مرور حوالي خمس سنوات على توقيعها إلى جانب ثلاث اتفاقيات أخرى، تتعلق الأولى بتعديل اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل، أما الاتفاقية الثانية فهي مذكرة تفاهم بخصوص مساهمة دولة قطر في تمويل مشاريع تنموية بالمغرب، وترمي هذه المذكرة إلى تعزيز العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بدولة قطر، وتتعلق الاتفاقية الثالثة بتعزيز التعاون العلمي والتقني والإداري في المجال الصناعي.
وكانت اللجنة العليا المغربية- القطرية المشتركة قد أسفرت، في اجتماعها الأخير، عن التوقيع على تسع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، امتدت إلى قطاعات متعددة، شملت التعاون في المجالين القانوني والقضائي ومجال النقل البحري، والتعاون بين الوكالة الوطنية للموانئ والشركة القطرية لإدارة الموانئ، فضلا عن اتفاق خاص ببرنامج (بذور للشباب المغربي) موقعة ما بين مؤسسة (صلتك) في قطر ومؤسسة (التوفيق) للتمويلات الصغرى بالمغرب.
وتوجت الدورة، أيضا، بالتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة والكهرباء وكفاءة استخدام الطاقة، إلى جانب مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية بدولة قطر وصندوق الإيداع والتدبير، وبرنامجين تنفيذيين في المجال الثقافي والفني والرياضي.
ومن جهة أخرى، بعث أحمد اخشيشن، رئيس مجلس جهة مراكش- آسفي، وفدا يمثل الجهة في زيارة إلى تركيا، لبحث سبل التعاون الثنائي وجلب مشاريع استثمارية إلى الجهة. وعقد الوفد، الذي يقوده النائب الأول للرئيس، سمير كودار، اجتماعات مع رجال أعمال ومسؤولين أتراك.
كما عقد الوفد لقاء مع بلال أردوغان، نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم خلاله تدارس آفاق وترتيبات تعاون اقتصادي بين تركيا وجهة مراكش- آسفي، قبل أن يتوج اللقاء بالإعلان عن فتح خط جوي مباشر بين إسطنبولومراكش يوم 15 أبريل المقبل.
كما تطرق كودار إلى الآفاق الاستثمارية الواعدة التي بإمكان جهة مراكش- آسفي أن توفرها للمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين الأتراك.
وكشفت المصادر أن هذه الزيارات تدخل في إطار استراتيجية المغرب لتفعيل الديبلوماسية الجديدة التي ينهجها، والتي تقوم على تنويع الشركاء الاقتصاديين بمختلف الدول، وتطوير العلاقات مع مختلف البلدان لتعزيز الموقع الاستراتيجي للمغرب، والدفاع عن مصالحه على كافة المستويات.
يأتي ذلك، في سياق التطورات التي تشهدها علاقات المغرب مع بعض دول الخليج، وحاول وزير الخارجية، ناصر بوريطة، الخميس، التخفيف من حدة الأنباء التي تتحدث عن سحب سفيري المملكة المغربية من السعودية والإمارات حيث قال الوزير إن "الكثير يقولون إنه تم استدعاء السفير وفي العرف الدبلوماسي الاستدعاء له معنى، إلا أنه يتم لأسباب وبإخبار الدولة مضيفا أنه في الدبلوماسية المغربية "لا يتم استدعاء السفير من دولة إلا ببلاغ رسمي وتسجيل موقف، وهو ما لم يتم".
وأوضح بوريطة، أن سفيرا المغرب في السعودية والإمارات، تركا البلدين الخليجيين من أجل الحضور للرباط لعقد اجتماعات. مؤكدا أنها حالة طبيعية، لدراسة التحولات في منطقة الخليج.