وجه ناصر الزفزافي، المحكوم ب20 سنة سجنا نافذا، رسالة مؤثرة إلى والدته التي سافرت خارج المغرب من أجل إجراء عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني . وقال أحمد الزفزافي والد قائد حراك الريف ، عبر صفحته الشخصية بالفايسبوك " إتصل بي إبني المعتقل ناصر الزفزافي قبل قليل وأنا في مطار إبن بطوطة بطنجة، أبلغني الرسالة الآتية: كم كنت اتمنى يا أماه أن أكون بجانبك في هذه اللحظات العسيرة التي تمرين بها لأمنحك بعض جرعات الحب و الامل في وقت نزلت عليك الجراح و النكبات تباعا ، لكنك وقفت صامدة شامخة أمامها مثلما عهدتك دائما ، كم كنت ان اكون بجانبك ايضا لأحضى بدعمك و رعايتك و حنانك الذي كان دائما يمنحني الامل في هذه الحياة".
وأضاف الزفزافي "أعلم علم اليقين يا أماه ان ظروفك لاجراء هذه العملية صعبة و فوق طاقة تحملك ، فهاأنذا أقبع خلف هذا العدم أجتر عشرين سنة من السجن خلف القضبان جزاء لي على خروجي الى الشارع لأضمن لك و لباقي ابناء و بنات ريفنا الحق في التطبيب و العلاج من السرطان الذي ينخر جسدك و جسد عموم ابناء و بنات الريف ، فحمدا لله على بقاء نعمة الاحسان و التكافل بيننا و ألف شكر و امتنان الى ذوي القلوب الرحيمة الذين يتحلون بالقيم الانسانية الحقيقية ، حيث وجدنا فيهم الخير و الدعم الذي لم نجده في هذه الدولة التي تكافؤنا بالقمع و الاعتقالات المجانية لتزيدنا عذاب على عذاب".
وتابع زعيم الحراك رسالته قائلا "لقد وصلني يا أمي الغالية انك ودعت غرفتي و قبلت كتبي و ملابسي التي تحمل ريحتي كوداع أخير لي و هذا ما لا أتمناه ان يحدث أبدا ، و إذا ما جرت الرياح و هبت النوائب عكس ما تشتهي ارادتنا و أمانينا ، فلتعلمي يا أمي أنني حملتك في قلبي منذ ان رأيت النور و ستظلين فيه الى الابد ، اتمنى ان اكون عند حسن ظنك بي و راضية عني فأنت رحمتي ، و إذا لم يكتب القدر لنا ان نلتقي مرة ثانية فلقيانا في العالم الآخر الذي سننعم فيه بالراحة و الحرية و الكرامة التي لم نحظى بها هنا ، حيث لا يوجد قمع و لا ترهيب ولا حصار و إنما عدالة إلهية مطلقة ، و في الاخير أقول صبرا والدتي إن الله يمهل و لا يهمل".