قد يبدو الأمر عاديا، عندما نسمع أن شركة أجنبية جاءت للمغرب من أجل الاستثمار في صناعة السيارات أو الطيران أو الصناعات الغذائية أو أشياء من هذا القبيل، لكن عندما نسمع أن شركة فرنسية اختارت المغرب للاستثمار في تصنيع المتفجرات و إنتاج الصواعق، فالأمر مثير للاهتمام و جدير بالمتابعة. هذه الشركة تحمل اسم "EPC Maroc"، التي رأت النور خلال سنة 1952، تحت اسم الشركة الشريفة للتمويل المنجمي، و خلال الفترة ما بين 1952 و 1962 فتحت الشركة 4 وحدات صناعية في كل من مراكش ووجدة وميدلت وبوسكورة. وهي في الأصل شركة فرنسية متعددة الجنسيات. هذه الشركة اليوم تعتبر رائدة في مجال صناعة و استخدام المتفجرات المدنية الموجهة للإستعمال في أشغال المقالع و الصناعة المعدنية و أوراش الأشغال العمومية بالمغرب. حيث ساهمت باعتبارها فاعلا أساسيا في مجال تطوير البنيات التحتية و التنمية الاقتصادية في المغرب، خلال السنوات الماضية في إنجاز مشاريع مهيكلة كبرى، كالطرق السيارة الرابطة بين فاس ووجدة، و بين برشيد وبني ملال، و بين الجديدة و آسفي، إضافة إلى مساهمتها في مشروع الخط السككي فائق السرعة، وميناء طنجة المتوسط، غضافة إلى عدد من السدود (الخروب، مدز، تارغا، مارتيل ...). كما تنشط مجموعة "إ بي سي" أيضا في مجال أشغال الحفر المنجمي، عبر فرعها المتخصص "ديناميت المغرب" و "مارودين"، بما في ذلك إعداد الثقوب المستعملة لوضع المتفجرات. وتتدخل فرق "مارودين" في إطار المشاريع الكبرى للبنيات التحتية (السدود، الموانئ، الطرق السيارة، السكك الحديدية، صناعة الاسمنت) وعلى الخصوص في عمليات وضع المتفجرات. ومن بين الأنشطة الأخرى التي تمارسها "مارودين"، توفير حلول لدعائم الجدارات و الجرف و المنحدرات و التي بينت فعاليتها في إطار العديد من المشاريع المهيكلة (الطرق السيارة، المكتب الوطني للكهرباء، بنيات خاصة...). وتعتزم "إ بي سي المغرب" فتح وحدة صناعية خامسة في سطات خلال ربيع 2019، هذه الوحدة أقيمت على مساحة تناهز 130 هكتار. وستكون مخصصة للإنتاج و التخزين، الأكثر عصرنة في إفريقيا، ومن بين المنشآت الأكثر عصرنة في مجال نشاطها في العالم. كما تعتبر هذه المجموعة من بين الفاعلين النشيطين في القطاع الثقافي و الأنشطة الاحتفالية، وذلك عبر توفير أنواع الشهب الصناعية المستعملة في المهرجانات و الحفلات. وهي اليوم تشغل أزيد من 130 شخصا، محققة رقم معاملات ناهز 150 مليون درهم في 2017. بينما تشغل "مارودين" 100 شخص وحققت رقم معاملات ناهز 100 مليون درهم في 2017.
المتفجرات المدنية، قطاع اقتصادي مزدهر بدأ استعمال المتفجرات، سواء للأغراض العسكرية أو المدنية، منذ عدة قرون. وحتى القرن 18 شكل بارود المدافع الصنف الوحيد من المتفجرات المستعملة في مجال التسليح، و أيضا في مجالات المناجم وبناء الطرق وغيرها من البنيات التحتية، ومنذ القرن 19 عرفت صناعة المتفجرات ازدهارا كبيرا مع اكتشاف أنواع أخرى من المتفجرات مع استخدام الفولميكوتون و النيتروسيليلوز في انتاجها. ومنذ ذلك الحين عرف القطاع تقدما كبيرا، وطورت صناعة المتفجرات الصناعية مجموعة واسعة من المنتجات حسب أغراض الاستعمال. ويستعمل نوعان من المتفجرات في مجال الأشغال العمومية و الصناعة المعدنية: المتفجرات الصاعقة و المتفجرات الناسفة.
في خدمة النمو الاقتصادي و التنمية بقدر ما تتقدم هذه التكنلوجيا، يمكن استعمال المتفجرات في الصناعة المنجمية من زيادة الكميات المستخرجة، الشيء الذي ينعكس على النمو الاقتصادي من خلال تسريع نمو قطاعات اقتصادية أخرى، كصناعة المكونات الالكترونية و أجزاء السيارات ومختلف أليات النقل، غضافة إلى التمكين من إنجاز البنيات الأساسية الطرقية و البحرية، التي مكنت من تقليص المسافات و ربح الوقت، و إنجاز المنشآت المائية الكبرى و فك العزلة عن المناطق المعزولة و النائية عبر العالم وتمكينها من الربط بشبطات الماء و الكهرباء.
نقل المتفجرات تحت حراسة أمنية مشددة يخضع نقل المتفجرات إلى سلسلة من التدابير الصارمة لضمان أقصى درجات السلامة و الأمان للمتفجرات المدنية و آليات النقل و الأشخاص المتدخلين في مختلف مستويات العملية. ويتم خفر جميع شاحنات "إ بي سي المغرب" من طرف الدرك الملكي عندما يصل وزن المتفجرات المنقولة الطن، كما تقل على متنها مستخدمين على الأقل، و اللذان خضعا لتدريب خاص. وكل هذه الشاحنات و معدات النقل مجهزة بأزرار الإندار و آلية التحكم في المحركات عن بعد في حالة تعرضها للإعتداء.