بإحداث المركب الصناعي التابع لمجموعة (بي إس إي) بوجو - ستروين، الذي تم التوقيع على الاتفاقية المتعلقة به اليوم الجمعة تحت الرئاسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تسير جهة الغرب الشراردة بني احسن، بخطوات واثقة تجعل منها قطبا صناعيا رائدا ومتميزا كفيلا بخلق الثروات وتحقيق قيمة مضافة عالية. فبعد أن ظلت لعقود طويلة، تتميز بارتباطها الوثيق بالأنشطة الفلاحية والصناعات الغذائية وبعض الصناعات التحويلية الخفيفة، تتجه جهة الغرب الشراردة بني احسن، اليوم، إلى أن تتحول إلى قطب صناعي مندمج رائد بالمغرب، وذلك بفضل العناية الخاصة التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يوليها لهذه المنطقة الهامة. وقد تعزز هذا التوجه، من خلال الزيارة التي قام بها جلالة الملك ، للمحطة الصناعية المندمجة (أطلانتيك فري زون) باقليم القنيطرة، في ماي الماضي، والتي تشكل مكونا محوريا في الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، الذي يروم الرفع من جودة العرض المغربي في هذا المجال واستقطاب الاستثمارات سواء منها الوطنية والأجنبية. ويندرج إحداث المركب الصناعي لمجموعة (بي إس إي) بوجو - ستروين ، بجهة الغرب، في إطار هذا التوجه الاستراتيجي الصناعي والإرادة الجادة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ومنذ الشروع في تسويق شطرها الاول سنة 2012، ما فتئت المحطة الصناعية المندمجة (أطلانتيك فري زون)، تستقبل طلبات جديدة للاستثمار بها، من شركات ومجموعات صناعية من مختلف أقطار المعمور، حيث يمكن الإشارة في هذا السياق ، على سبيل المثال لا الحصر، إلى الشركة اليابانية (فوجيكورا) المتخصصة في صناعة أجزاء السيارات، ونظيرتها الفرنسية (سانت كوبان). وبحسب إحصائيات للمركز الجهوي للاستثمار لجهة الغرب الشراردة بني احسن، ستقوم شركة (فوجيكورا أوطوموتيف المغرب)، المتخصصة في صناعة الأسلاك الكهربائية للسيارات، باستثمار حوالي 165 مليون درهم، وخلق 1300 منصب شغل مباشر، فيما ستتولى الشركة الفرنسية ، من خلال فرعها (سانت كوبان سيكيريت المغرب)، إحداث وحدة صناعية تمتد على مساحة هكتارين باستثمارات تبلغ 107 مليون درهم. وفي سياق توفير جميع شروط النجاح للمحطة الصناعية المندمجة، يتضمن مخطط عملها إحداث معهد متخصص في التكوين في مهن صناعة السيارات باعتمادات مالية إجمالية تبلغ 75 مليون درهم. وتعد هذه المحطة الصناعية المندمجة، التي تبعد عن المدخل الشمالي لمدينة القنيطرة بحوالي عشرة كيلومترات، من أوائل المحطات الصناعية المندمجة من الجيل الجديد التي تروم تحقيق الإقلاع الصناعي، وتسعى إلى أن تتخصص في مجال صناعة تجهيزات السيارات إلى جانب مجموعة من الأنشطة المرتبطة بها والموجهة أساسا للتصدير واللوجيستيك الصناعي وخدمات الدعم الصناعي (الصيانة، مكاتب الدراسات، مراكز الأعمال). كما تتميز المحطة الصناعية المندمجة (أطلانتيك فري زون)، بموقعها الاستراتيجي، الذي يوجد بين القطبين الجهويين الكبيرين (الدارالبيضاء وطنجة)، إلى جانب انفتاحه على شبكة قوية للبنيات التحتية من طرق وسكك حديدية ومطارات وموانئ. ومن شأن هذا الموقع الاستراتيجي، أن يساهم في تعزيز جاذبية المحطة الصناعية لدى المقاولات والشركات الدولية الكبرى الراغبة في إحداث مشاريع ووحدات صناعية ولوجيستية وخدماتية وإنتاجية بالمغرب. وتندرج هذه المشاريع المهيكلة والهامة، في إطار الإرادة والتوجه الطموح الذي يسعى من خلاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى جعل إقليمالقنيطرة، قطبا مركزيا ومحوريا متميزا. وفي هذا الإطار، كان جلالة الملك قد أعطى في شهر أبريل الماضي، انطلاقة المخطط الإستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة للإقليم (2015- 2020)، الذي رصد له غلاف مالي تناهز قيمته 4ر8 مليار درهم. ويروم هذا المخطط المهيكل، القائم على مقاربة مجددة من حيث أفقية واندماج وانسجام التدخلات العمومية، مواكبة النمو الحضري والديمغرافي الذي يشهده الإقليم، وتعزيز موقعه الاقتصادي، وتحسين إطار عيش ساكنته، والحفاظ على منظومته البيئية.