أشرف وفد رسمي الأربعاء بالمحطة الصناعية المندمجة للقنيطرة "أطلانتيك فري زون"، على تدشين وحدة "سانت غوبان سيكوريت القنيطرة"، المتخصصة في صناعة زجاج السيارات، التي تم إحداثها باستثمارات تبلغ 14 مليون أورو. وستمكن هذه الوحدة الصناعية الجديدة، التابعة للفاعل الصناعي الفرنسي (سانت غوبان)، من خلق مائة منصب شغل مباشر، وتسعى إلى توجيه إنتاجها، أساسا، إلى شركات صناعة السيارات المتواجدة بمحطة "أطلانتيك فري زون"، إلى جانب مصنع شركة (رونو) بطنجة. وأبرز القائمون على هذا المشروع، الذي أشرف على تدشينه كل من عبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، ومامون بوهدود الوزير المنتدب المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم، وزينب العدوي والي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل إقليمالقنيطرة، وسفير فرنسا بالمغرب شارل فري، أنه قد تم إيلاء عناية خاصة بتكوين أطر وعمال "سانت غوبان سيكوريت القنيطرة"، مشيرين إلى أنهم استفادوا من دورات تدريبية في المصانع الأوروبية إلى جانب الوحدات الصناعية التابعة لمجموعة (سانت غوبان) بالمملكة. وأضافوا أنه تم إسناد مهمة التكوين المستمر لمدرسة الزجاج التي تم إحداثها داخل المصنع بتعاون مع معهد التكوين في مهن صناعة السيارات بالقنيطرة، وأن الوحدة الصناعية الجديدة تندرج في إطار إستراتيجية تطوير وتنمية مجموعة (سانت غوبان) في البلدان الناشئة. وقال فيليب ميسيرور، المدير العام ل"سانت غوبان سيكوريت المغرب"، إن إحداث مصنع القنيطرة، التابع لشركة "سانت غوبان سيكوريت"، التي تعد ثاني مؤسسة متخصصة في تصنيع زجاج السيارات في العالم، يعكس الإرادة المشتركة للمغرب ومجموعة (رونو) ومجموعة (سانت غوبان)، في تطوير قطاع صناعة السيارات بالمملكة. وأضاف أن "سانت غوبان سيكوريت" كانت حريصة على تجهيز المصنع الجديد بأحدث التجهيزات والتقنيات العالمية إلى جانب نقل خبرتها وتجربتها في القطاع إلى المغرب. وقال الصديقي، من جهته، إن تحول المغرب إلى وجهة مفضلة للاستثمار لم يكن وليد الصدفة بل نتيجة لعمل جاد ومستمر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. واستعرض وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية جانبا من الأوراش التي شهدها المغرب على مدار السنوات الأخيرة، ومن بينها على الخصوص اعتماد إصلاحات سياسية هامة، وإقرار دستور جديد إلى جانب اعتماد سياسة اجتماعية تجعل الإنسان محور التنمية. وأشار، من جهة أخرى، إلى ما تتمتع به المملكة من مؤهلات طبيعية وبشرية من بينها الموقع الاستراتيجي والاستقرار والسلم الاجتماعي، فضلا عن الانخراط المتزايد والمسؤول للمواطنين والعمل النشيط للمجتمع المدني. من جانبه، قال السيد بوهدود إن تدشين الوحدة الصناعية الجديدة يعكس بوضوح الدينامية التي يعيشها قطاع السيارات بالمغرب، مشيرا إلى أن هذا الحدث يندرج في إطار الإستراتيجية الصناعية للمملكة التي تروم تعزيز إدماج سلسلة إنتاج ذات قيمة عالية. وذكر الوزير، في هذا السياق، بالتطور الهام الذي تشهده صناعة السيارات بالمغرب، حيث بلغ حجم صادراتها سنة 2013 نحو 31 مليار درهم مقابل 2ر25 مليار درهم خلال سنة 2012، مشيرا إلى أن هذا القطاع أضحى ثاني مصدر بالمغرب وجعل المملكة تعتلى صدارة الدول المصدرة للسيارات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأبرز أن الإقبال المكثف لعدد من كبريات الشركات العالمية، المتخصصة في هذا المجال، على الاستثمار في المغرب يكشف بوضوح المكانة المتميزة للمملكة كأرضية تنافسية لإنتاج وتصدير أجزاء السيارات. من جانبها، أشادت زينب العدوي بالثقة التي وضعها الفاعل الصناعي الفرنسي (سانت غوبان) في جهة الغرب الشراردة بني احسن الواعدة بمؤهلاتها ومواردها، مبرزة أن هذه الثقة تعكس حجم العلاقة والروابط المتينة بين البلدين. ويجسد تدشين الوحدة الصناعية "سانت غوبان سيكوريت القنيطرة" الأهمية المتزايدة التي تتمتع بها المحطة الصناعية المندمجة للقنيطرة "أطلانتيك فري زون"، التي تعد من أوائل المحطات الصناعية المندمجة من الجيل الجديد التي تروم تحقيق الإقلاع الصناعي وتسعى إلى أن تتخصص في مجال صناعة تجهيزات السيارات إلى جانب مجموعة من الأنشطة المرتبطة بها والموجهة أساسا للتصدير واللوجيستيك الصناعي وخدمات الدعم الصناعي (الصيانة، مكاتب الدراسات، مراكز الأعمال..).