تلتئم زوال اليوم الأربعاء بالغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، الجلسة السرية الثانية والأربعين من جلسات محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس جريدة "أخبار اليوم" على خلفية متابعته بمجموعة من التهم الثقيلة تضمّنها صك الاتهام، من بينها الاتجار بالبشر باستغلال الضعف والحاجة والهشاشة والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب وغيرها. وستعرف جلسة اليوم حسب ما أكده مصدر مقرب من الملف ل"الأيام 24"، تعقيب دفاع المطالبات بالحق المدني حول المرافعات المقدّمة من طرف دفاع بوعشرين المتعلقة بنتائج الخبرة وبعد ذلك ستقوم النيابة العامة في شخص جمال الزنوري، ممثل الحق العام في هذه القضية بتقديم تعقيبها ومن ثمة تعطى الكلمة الأخيرة للمتهم قبل أن يُفتح المجال أمام المداولة تمهيدا للنطق بالحكم في جلسة علنية على اعتبار أن علانية النطق بالحكم تبقى قاعدة جوهرية يضيف مصدرنا.
واعتبر في المقابل أن تعقيب النيابة العامة يظل أمرا اختياريا، قبل أن يشير بالقول إلى أن الحسم في هذه القضية لا يفصلنا عنه سوى يومين في إحالة على يوم الجمعة أو على أبعد تقدير يوم الاثنين المقبل.
ومن جهته أوضح مصدر آخر أن اثنتا عشرة عائلة ممن جرّها هذا الملف نحو ردهات المحاكم، لم تكن تعلم ما كان ينتظرها ولم تكن تضع في الحسبان أن القضية ستتخذ بُعدَ "الفضيحة" بعد أن تتبّعها الرأي العام، مؤكدا في الوقت ذاته أن المطالبات بالحق المدني وإن كنّ يتشبثن بوقوع الضرر ويطالبن بالتعويض فإن المتهم يتمسك بأقواله ولا ينفكّ يجزم بالقول إن سيناريو الإيقاع به محبوك بإتقان وإن الفيديوهات مفبركة وليس هو من يظهر بها.
وتأتي هذه الجلسة بعد جلسة الاثنين الأخير التي أسدلت ستارها بتقديم المحامي محمد زيان لمرافعته شرح فيها شروط التجسس والزنا والشهادة وشهادة الزور، قبل أن يخاطب ضمير القاضي لإحقاق الحق والعدل في تأكيد منه أن الجميع ينتظر الحكم في ملف صنّفه ضمن ما أسماه "تصفيات الحسابات"، بينما اعتبر البعض أن دفاع المتهم يضعون أيديهم على قلوبهم قبل النطق بالحكم في قضية شغلت الرأي العام.