تستمر إلى حدود كتابة هذه الأسطر بالغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، الجلسة السرية التاسعة والثلاثين من جلسات محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين المتابَع في حالة اعتقال على خلفية مجموعة من التّهم من بينها الاتجار البشر. الجلسة عرفت إتمام المحامي عبد المولى المروري لمرافعته مشددا على أن دفاع بوعشرين تقاسم مع هيئة الحكم أدلة كافية تبرئ موكلهم من التهم المنسوبة إليه جملة وتفصيلا ومن ثمة قدّم النقيب عبد اللطيف أوعمو مرافعته بعد أن ركّز فيها بالأساس على قانون الاتجار بالبشر وأسباب نزوله، مشيرا إلى أن هذا القانون لا ينطبق على الوقائع التي يُتابع بها مؤازره في هذه القضية، كما استحضر انعدام الهشاشة لدى المطالبات بالحق المدني.
وبعد أوعمو قدّمت المحامية زينب الزايدي مرافعتها وهي تضيء حيثيات الملف والفيديوهات الجنسية في هذه القضية، قبل أن يأخذ المحامي سعد السهلي الكلمة وينغمس في مرافعته ويقف عند ما أسماه "خرق السر المهني" من طرف النقيب عبد اللطيف بوعشرين، مؤكدا أن هذا الأخير ليس له الحق في المرافعة خارج قاعة الجلسة ما دام أنه انسحب من الملف بصفة نهائية منذ شهر يونيو المنصرم بعد أن جرى تضمين ذلك في محضر بالجلسة.
وربط المحامي السهلي بين إفشاء السرّ المهني ومحتوى محادثة سابقة يشهد على تفاصيلها النقيب المذكور وزوجة توفيق بوعشرين، قبل أن يكشف عن إبلاغ النقيب برسالة نقلتها إليه زوجة المتهم على لسان زوجها تحذّره فيها من الكلام عن هذه القضية أو القيام بخرجات إعلامية تصبّ في الاتجاه ذاته، ما جعل الدفاع يقرّ بالقول إن بوعشرين وزوجته يتبرآن من تصريحات النقيب الذي يصفه رجال ونساء القانون ب"رجل الحكمة والاتزان".