تحت شعار "تأصيل العولمة عبر التحول الرقمي"، تستضيف إمارة دبي في إبريل المقبل فعاليات النسخة الثالثة من "معرض مدن المستقبل"، الحدث الفريد من نوعه في المنطقة المعني باستعراض تقنيات وعناصر المدن الذكية، وما باتت تفرضه الثورة الصناعية الرابعة من ملامح تعيدتعريف الطريقة التي يجري تصميم وتخطيط وتطوير المدن بها. ويستعرض خلال المعرض الذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام بدءاً من 8 إبريل 2019 عدداً كبيراً من العارضين من 19 دولة، ومن بينهم مستثمرون ورواد الأعمال وأصحاب مشاريع، ومفكرين، ومتخصصين إبداعاتهم وأطروحاتهم وأفكارهم المتعلقة بكافة قطاعات العيش، والعمل، والترفيه في مدن المستقبل.
وتتخلل فعاليات المعرض عدداً من الندوات والعروض التقنية المتخصصة، وهو ما تعول عليه الجهة المنظمة في اجتذاب المزيد من المشاركين والزوار، ويعكس – من جانب آخر- نمو ودور المعرض في دعم التوجه القائم على تشييد مدن مستقبلية تتمتع بأحدث تكنولوجيا المرافق والمباني وحلول توليد الطاقة المتجددة والمحافظة على البيئة.
وتترقب اللجنة المنظمة للمعرض أن تسجل دورة العام 2019 من المعرض أعداداً كبيرة من الزوار بعد أن نجح معرض مدن المستقبل في ترسيخ مكانته كمنصة عالمية تجتمع فيها كبرى الشركات والمؤسسات المعنية بتطوير البنى التحتية المتطورة من كل دول العالم، فضلاً عن كبار المستثمرين.
وفي هذا الصدد، قال داوود الشيزاوي رئيس اللجنة المنظمة لمعرض مدن المستقبل: "نهدف من تنظيم المعرض إلى إتاحة فرصة التجمع والالتقاء للمستثمرين وصناع تقنيات المدن الذكية والمتخصصين في بناء مدن المستقبل التي تتمتع بأحدث تكنولوجيا المرافق والمباني وحلول توليد الطاقة المتجددة والمحافظة على البيئة، والاستفادة من التوجهات المستقبلية التي تتبناها دولة الإمارات، التي تمنح زخما كبيراً لهذا النوع من المبادرات، وليس أدل على ذلك من وجود كيانات حكومية معنية مثل "رؤية دبي الذكية" الرامية لبناء مستقبل أكثر تطوراً وتحضراً وتحقيقاً للتنمية المستدامة، بما يحقق سعادة وأمان أفراد المجتمع".
وأضاف: " تحتاج المدن الذكية للعديد من المشاريع والتقنيات الحديثة والتي أحياناً لاتزال في طور التصور و تنتظر التمويل اللازم لتصل لمرحلة التنفيذ، لذا إيماناً منا برؤية دبي المستقبلية، نسعى في "معرض مدن المستقبل" لسد هذه الفجوة عن طريق ربطها بالمستثمرين الذين يحرصون على دعم الأفكار الإبداعية باستخدام التكنولوجيا الذكية وجلب الاستثمارات من أجل تسخير إمكانات البنية التحتية، بدءاً من القاعدة التكنولوجية مروراً بالتطبيقات الخاصة والخبرة".
وتركز مناقشات المتحدثين خلال "معرض مدن المستقبل" على تطوير المدن الذكية، وبيانات المدن المفتوحة، والبيانات المتسلسلة، والنقل المتصل بتقنية البلوكشين، والتقنية التي تحتاجها الحكومات الإلكترونية، والتحول الرقمي، ودور مدن المستقبل في تحقيق السعادة وتعزيز منظومة التكامل.
وتقود إمارة دبي الثورة التكنولوجية في المنطقة من خلال تأسيس "دبي الذكية" كجهة حكومية رائدة تدفع بالمدينة لتصبح أول حكومة تعمل بقاعدة البيانات التسلسلية (بلوك تشين) في العالم بحلول عام 2020، ومركزاً للطباعة ثلاثية الأبعاد، وتبلغ نسبة رحلات التنقل بدون سائق إلى 25% بحلول عام 2025.
من جانب آخر، لا تزال تقنيات قواعد البيانات التسلسلية (بلوك تشين)، وإدارة الأصول الرقمية تستقطب اهتمام المستثمرين، حيث من المتوقع أن تستقطب هذه التقنيات استثمارات بقيمة 300 مليار دولار. ومن بين القطاعات المستفيدة من أفكار قاعدة البيانات التسلسلية، المؤسسات المصرفية والمالية، وأمن البنية التحتية الحيوية، وإعلانات الإنترنت، وكود التبادل، والتعليم والمؤسسات الأكاديمية، وإنترنت الأشياء الصناعية، والعقارات، وإدارة سلسلة التوريد، والسجلات الحكومية والعامة، وتجارة التجزئة، والموارد البشرية، وإنفاذ القوانين، والأعمال التجارية وحوكمة الشركات.
وتقدر الاستثمارات في المشاريع المتعلقة بالتنقل الذكي، والكهربائي، والسيارات بدون سائق، وإدارة مواقف السيارات الذكية، ب57.44 مليار دولار على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يصل الاستثمار في تقنيات المدن الذكية إلى 89.9 مليار دولار بحلول عام 2025، وذلك مع زيادة الاهتمام بالاستثمار في الحوسبة الكمية. كما تبلغ الاستثمارات في المشاريع المستدامة العالمية 22.89 تريليون دولار.
وتعقد الدورة الثالثة من معرض مدن المستقبل في الفترة من 8 إلى 11 أبريل 2019 بمركز دبي التجاري العالمي حيث يسلط المعرض الضوء على أحدث التقنيات وأكثرها ابتكارًا، ويمثل معرض مدن المستقبل منصة رائعة للمؤسسات المحلية والدولية من مختلف الصناعات لعرض أحدث التقنيات التي تعيد تعريف الطريقة التي نعيش بها. ويركز المعرض على ثلاث ركائز هي الاستدامة والابتكار والسعادة. كما يجمع معرض مدن المستقبل 2019 بين علماء البيئة وقادة الاستدامة والمبتكرين و موفري الحلول وممارسي الرعاية الصحية وخبراء الأمن ومستشاري الطاقة والمصنعين والبنائين والمطورين المدنيين والهندسة المعمارية والمستثمرين ورؤساء البلديات والطلاب تحت سقف واحد للتفاعل و مناقشة عرض حلول لمستقبل ذكي ومستدام. ويدعم معرض المدن الذكية جميع البلدان، والشركات، والمدن المشاركة، بالإضافة لحلول المدن الذكية، مثل مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تتصدى لتحديات تطبيق التكنولوجيا في قطاعات متعددة، بما في ذلك الزراعة، ومراكز الاتصال، وتجربة خدمة العملاء، والطاقة، والتعدين، والرعاية الصحية، والملكية الفكرية والمعلومات والاتصالات، والتكنولوجيا، والتصنيع، وتجارة التجزئة، وتطوير البرمجيات.