مع اقتراب نهاية العام الجاري، كشفت "دبي الذكية" أن الإنجازات التي حققتها إمارة دبي خلال هذا العام في مجال التحوّل الذكي منحتها الصدارة بين مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأهلتها بجدارة لتكون عاصمة الشرق الأوسط الرقمية، وهو ما أشارت إليه تقارير دولية مرموقة معنية بالمدن الذكية واضعةً دبي في مقدمة مدن المنطقة في هذا المجال، بينما جاء ترتيبها متقدماً في تلك التقارير على مدن عالمية كبرى، مع مواصلة الإمارة العمل على تطوير قدراتها التقنية وتوسيع دائرة التحوّل الذكي لتشمل كافة قطاعاتها التنفيذية والخدمية. وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي ل"دبي الذكية، أن كافة المؤشرات تدل على نجاح الخطط والبرامج المعتمدة في هذا المجال، وتبرهن على أن حكومة دبي تتقدم بخطى ثابتة في تحقيق رؤية وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في جعل دبيالمدينة الأذكى عالمياً، منوهاً بإلمام دوائر ومؤسسات حكومة دبي بالسرعة التي يتحول بها العالم نحو البيئة الذكية، ومواكبتها بتنفيذ أهداف ذات أطر زمنية محددة ضمن استراتيجية عمل متكاملة وواضحة. ولفت ولي عهد دبي إلى التأثير الإيجابي الكبير للتحوّل الذكي والصعود المستمر في مؤشرات التنافسية العالمية ذات الصلة، مؤكداً أن التميز في هذا المسار يعزز الأهداف الاقتصادية وغايات التنمية المستدامة لدبي بما يعين عليه من وفورات كبيرة في النفقات التشغيلية، وييسره من سرعة إتمام الإجراءات واختصار الأطر الزمنية المتعلقة بكل منها، بما يعود بالإيجاب على المتعاملين، علاوة على دعم أعمال شركاء الأعمال في مختلف المجالات، من خلال تسريع وتيرة إنهاء المعاملات والتراخيص والعقود وغيرها، فضلا عن الأثر الإيجابي الكبير على البيئة بما يحفظ مواردها ويعزز استدامتها. وقد حققت دبي السبق في مجال التحوّل الرقمي لمدينة ذكية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أكثر من مناسبة، فضلاً عن إنجازات تميزت بها على مستوى العالم في المجال ذاته. وجاءت تلك الإنجازات ثمرة التعاون بين "دبي الذكية" وشركائها من القطاعين الحكومي والخاص، وعلى مختلف الصعد، لتكون المدينة الأولى في المنطقة، وفي مقدمة مُدن العالم التي تُطلق مبادرة التحوّل إلى مدينة ذكية. وقالت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مديرة عامة بدبي الذكية، "نقترب من نهاية عام آخر مليء بالإنجازات لدبي، ونفخر بكوننا، مع كل شركائنا من القطاعين الحكومي والخاص، نشكّل جزءاً من الفريق المتكامل الذي حقق هذه الإنجازات، ومع مرور أربع سنوات على انطلاق رحلة التحوّل الذكي لدبي، تمكنّا بفضل رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتوجيهات ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، من تحقيق العديد من محطات السبق العالمي بالتعاون مع شركائنا، وهو ما أهل دبي لارتقاء هذه المكانة كعاصمة رقمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وكان "مركز التنافسية العالمية" التابع للمعهد الدولي للتطوير الإداري (IMD)، وهو أحد أكبر الجهات الأكاديمية المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، قد منح دبي الصدارة بين مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مؤشر المدن الذكية 2019" الصادر عنه في شهر أكتوبر الماضي متضمنا 102 مدينة من مختلف أنحاء العالم، فيما جاء ترتيب دبي العالمي متقدماً على العديد من المدن الكبرى مثل باريس وروما وبروكسل وطوكيو وبيكين. وفي فبراير الماضي، جاءت دبي أيضا في صدارة مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مؤشر المدن الذكية" 2019 الصادر عن جامعة غلاسكو، وشمل 27 مدينة، فيما تفوقت من خلال المرتبة ال14 عالمياً، وفق ما أورده المؤشر، على مدن عالمية كبرى مثل لوس أنجلوس وستوكهولم وملبورن وطوكيو وفانكوفر وفيينا وشنغهاي وكوبنهاغن وبكين وبروكسل. وقد أصدر الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في أكتوبر الماضي، توجيهاته للجهات الحكومية لتوفير جميع خدمات المتعاملين عبر تطبيق "دبي الآن"، والعمل على الإغلاق التدريجي لتطبيقات المتعاملين المنفردة والحد من تطوير تطبيقات جديدة، لإنجاز التحوّل اللاورقي الكامل للعمل الحكومي في دبي بحلول 12 ديسمبر 2021. وقد نجحت دبي، من خلال "استراتيجية دبي للتعاملات اللاورقية"، في الاستغناء عن 15.8 مليون ورقة كانت تستهلكها في المعاملات الحكومية في 19 جهة حكومية، وبلغ حجم الوفورات المتحققة 684 مليون درهم، فضلا عن الأثر البيئي الإيجابي الكبير الذي عادل إنقاذ نحو 19 ألف شجرة. وفي مجال الذكاء الاصطناعي جاءت دبي الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي المصاف الأولى لمدن العالم، بتفردها بإطلاق استراتيجية ومختبر للذكاء الاصطناعي لمعاونة الجهات الحكومية بالتعاون مع دبي الذكية لتطوير حالات استخدام واقعية في المدينة بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتقدّمت دبي على مدن العالم بكونها الأولى التي تُصدر إرشادات القواعد الأخلاقية للذكاء الاصطناعي وأداة تُساعد الراغبين في تطبيقها على سهولة استخدامها. كما كان لدبي السبق في تأسيس مجلس إدارة لتطبيق إرشادات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي يضم في صفوفه نُخبة من خبراء القطاعين الحكومي والخاص. ونجحت في إيجاد 43 حالة استخدام لتقنية الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع 10 جهات حكومية يجري اختبار جدوى وفعالية تطبيقها. وقد عززت دبي مكانتها عاصمةً رقميةً لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإطلاقها مبادرة البيانات الأكثر ابتكاراً وشمولية على مستوى العالم، حيث تُعد المدينة الأولى على الصعيد العالمي التي تطلق مؤسسة للبيانات وتصدر قانوناً وسياسات تُنظّم عملية فتح ومشاركة والاستفادة من البيانات، وكذلك الأولى التي تُطلق منصة لفتح ومشاركة البيانات هي "دبي بالس"، التي حازت على اهتمام أكثر من مليوني زيارة للاطلاع وتحميل البيانات المتاحة على المنصة. وبادرت دبي كذلك كأول مدينة في المنطقة تنشر تقريراً يتناول "التأثير الاقتصادي للبيانات"، الذي أظهر أن عملية نشر وتبادل البيانات في القطاعين العام والخاص في دبي ستؤدي إلى زيادة في إجمالي القيمة المضافة للناتج المحلي الإجمالي للإمارة بواقع 10,4 مليارات درهم سنوياً بحلول عام 2021. فيما سيؤدي نشر بيانات الحكومة في حد ذاته إلى ارتفاع مقداره 6,6 مليارات درهم سنوياً في إجمالي القيمة المضافة بحلول 2021، بما يعادل 0.8% -1.2% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لإمارة دبي بحلول 2021. وسبقت دبي العالم بإطلاق استراتيجية "البلوك تشين" لتصبح أوّل مدينة تُعلن أنها ستقوم بتحويل المعاملات الحكومية (المتوافقة مع هذه التقنية) على شبكة "بلوك تشين" بحلول 2020 لتكون عاصمة "البلوك تشين" العالمية، كما كان لدبي السبق في إطلاق "سياسات دبي لتطبيق تكنولوجيا البلوك تشين" عبر "مجلس دبي لمستقبل البلوك تشين" خلال القمة والمؤتمر العالمي التاسع للمدن الذكية الذي أقيم في برشلونة في نوفمبر 2019 لتسبق مُدن العالم في هذا المجال. وأطلقت دبي، في ماي من العام 2018، "الشبكة العالمية للمدن الذكية"، وهي الأولى من نوعها ليس على مستوى المنطقة فقط ولكن عالمياً، وتضم الشبكة حالياً 490 عضواً من قادة المدن والخبراء والمهتمين في مجال المدن الذكية، وتهدف إلى نشر المعرفة على مستوى العالم لتمكين كافة المدن من الاستفادة من قصص النجاح والخبرات في هذا المجال. وحققت العديد من الجهات الحكومية في دبي إنجازات دعمت سبقها في مجال التحول الذكي على مستوى العالم، لاسيما في المجالات ذات الأهمية الحيوية للجمهور، ومن بينها شرطة دبي التي وجدت طريقها إلى موسوعة "غينيس" العالمية للأرقام القياسية، في يونيو الماضي، بتسجيل أول مركز شرطة ذكي على مستوى العالم بنظام "Drivee-thru" الذي يقدم خدماته للجمهور دون انقطاع ودون أي تدخل بشري وعلى مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.