بعد عرض فيديو واحد لإحدى المصرحات في قضية بوعشرين بالغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، أمس الأربعاء بعد صلاة التراويح في جلسة لم تُسدل فصولها إلا قبل الفجر بمدة زمنية وجيزة، تنعقد اليوم الجلسة السرية الرابعة عشرة من جلسات محاكمة الصحافي بوعشرين في انتظار ما ستحمله بين طياتها من تفاصيل. بعض المصرحات لم يمتثلن لقرار المحكمة القاضي بإحضارهن عن طريق القوة العمومية، ما جعل الكثير من التساؤلات تُنسج في هذا الخصوص عن مصير هؤلاء؟.
النقيب عبد اللطيف بوعشرين، أوضح في تصريحه ل"الأيام 24" أن المسطرة المعمول بها في حالة امتناع المصرحات عن الحضور، تتمثل بالأساس في استعمال القوة العمومية في حقهن وللمرة الثانية، مشيرا في الآن ذاته إلى أن إحدى المصرحات تعذّر على رجال الضابطة القضائية إبلاغها في منزلها رغم أنهم لمحوا مصابيح بيتها مضاءة، قبل أن يؤكد أن مصرحة أخرى في حالة سفر وتحفظ عن ذكر اسميهما احتراما للسرية.
واعتبر أن قرار المحكمة يُنفذ في حق من تقرّر بشأنهن الاستقدام أو الإحضار في إشارة منه إلى أنه في حالة ما إذا تعذر إحضارهن عن طريق القوة العمومية تنتظرهن غرامات مالية.
ومن جانبه أفصح المحامي جواد بنجلون التويمي في تصريحه ل"الأيام 24" أن جلسة اليوم الخميس التي ستلتئم بعد صلاة التراويح، ستدخل مرحلة أخرى متعلقة بالاستماع إلى الشهود من أجل منح المزيد من الوقت للضابطة القضائية لجلب المصرحات إلى المحكمة ومن ثمة الاستماع إليهن وعرض الفيديوهات المرتبطة بهن في هذه القضية.
وأثار الانتباه إلى أن إحضار المصرحات بالقوة ليس معناه إعمال سلطة التخويف أو الضغط، بل إن الأمر لا يغدو كونه إجراء قانونيا في تأكيد منه على المحكمة لن تتخلف عن حمايتهن.
وأضاف بالقول: "هناك تأكيد على إحضار عفاف برناني التي رفعت دعوى الزور ضد الضابطة القضائية، قبل أن يخرج الوكيل عن صمته ويقدم توضيحات في هذا الجانب ومن ثمة يصدر قرار المتابعة في حقها وتتم إحالتها على المحكمة والحكم عليها بالحبس النافذ".
وأكد التويمي أن تصريحاتها المضمّنة في محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وظهورها في فيديو موثق، يمنح المحكمة كامل الصلاحية لإتمام البحث معها.
وأفصح في المقابل أن المسماة أمل هوراي هي الاسم الثاني الذي يبرز في مسطرة الإحضار من خلال التأكيد على إحضارها بالقوة العمومية وهو يشرح حيثيات هذا الأمر بعد أن قامت المعنية بتنصيب المحامي إسحاق شارية الذي صرّح أمام المحكمة أنها لن تحضر.
واعتبر أن ظهور المسماة أمل هواري في فيديوهات تجمعها بالمتهم يلزمها بالحضور إلى المحكمة لقول كلمتها في هذا الشأن.
وزاد شارحا أنه لا مناص من الاستماع إلى عفاف برناني وأمل هواري من طرف هيئة المحكمة ومواجهتهما وإن أنكرا، قبل أن يردف بالقول إن قرار الإحضار لا يقتصر عليهما فحسب، بل يشمل أخريات، من بينهن كوثر فال وصفاء زروال وحنان باكور ممن سيطبّق في حقهن الأمر بالإحضار من طرف الضابطة القضائية طبقا للفصل 424 من قانون المسطرة الجنائية.