يبدو أن أول زيارة لوزير في الحكومة الفرنسية إلى الصحراء المغربية، قد أوجعت النظام العسكري الجزائري الذي شرع يهاجم باريس ويتهمها ب"الاستخفاف بالشرعية الدولية". وحلت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، أمس الاثنين بمدينة طرفاية، في إطار زيارتها الرسمية إلى المغرب، حيث وقفت على مجموعة من المعالم التاريخية والثقافية التي تعكس الغنى الحضاري للمنطقة، وتعزز الروابط الثقافية المغربية الأوروبية.
وشددت داتي، داتي لوكالة الأنباء الفرنسية على أن "هذه زيارة تاريخية لأنها المرة الأولى التي يأتي فيها وزير فرنسي إلى الأقاليم الجنوبية"، وهي "تؤكد أن حاضر ومستقبل هذه المنطقة يندرجان في إطار السيادة المغربية، كما سبق أن قال رئيس الجمهورية" إيمانويل ماكرون.
هذه الزيارة التاريخية لوزير فرنسي للأقاليم الجنوبية المغربية، اعتبرها النظام العسكري الجزائري في بيان لوزارة خارجيته "أمر خطير للغاية، كونها تنم عن استخفاف سافر بالشرعية الدولية من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الأممي".
وادعت الخارجية الجزائرية، أنه بهذه الزيارة فإن "الحكومة الفرنسية تستبعد نفسها وتنأى بها بصورة واضحة وفاضحة عن جهود الأممالمتحدة الرامية إلى التعجيل بتسوية نزاع الصحراء الغربية على أساس الاحترام الصارم والصادق للشرعية الدولية"، على حد زعم الدبلوماسية الجزائرية.
وكان الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء مصدر أزمة دبلوماسية كبرى بين الجزائروباريس، حيث تشهد العلاقات الثنائية، حالة توتر غير مسبوقة، منذ الصيف الماضي، إذ سحبت الجزائر سفيرها من باريس بعد تأكيد دعمها لمغربية الصحراء.
وزادت حدة التوتر أكثر بعد أن أوقفت السلطات الجزائرية في نونبر الماضي، الكاتب الجزائري الحاصل على الجنسية الفرنسية بوعلام صنصال بمطار العاصمة.
ووجهت محكمة جزائرية تهما لصنصال بموجب المادة 87 من قانون العقوبات الجزائري، تتعلق ب "المساس بالوحدة الوطنية وتهديدها"، بعد تصريحات له في قنوات فرنسية أكد فيها أن مناطق من شمال غرب الجزائر تعود في الواقع للمغرب وأن الاستعمار الفرنسي اقتطعها من المملكة المغربية وضمها للجزائر خلال فترة استعماره لهذا البلد.
وبهذه المواقف وغيرها من مواقف النظام العسكري الجزائري المناوئة للوحدة الترابية، يؤكد أنه طرف في الصراع حول الصحراء المغربية، رغم أن الجزائر تنفي ذلك، لكن أفعالها ومواقفها تفضح مزاعمها، ولعل هذا الموقف وغيره كثير، خير دليل على تدخلها بشكل مباشر في عرقلة الوصول لحل نهائي لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو ما يُذكر أيضا بالشروط التفاوضية المغربية المقدمة للأمم المتحدة، والتي من بينها أن "لا تفاوض مباشر إلا مع الجزائر بخصوص الصحراء".