تنتظر سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، الحصول على قائمة الأسرى الثلاثة الذين تعتزم حركة حماس الإفراج عنهم يوم السبت، في إطار الدفعة السادسة من عملية تبادل الأسرى. يأتي ذلك وسط أجواء مشحونة بالتوتر وتهديدات متبادلة قد تفضي إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار القائم.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الوساطة المصرية والقطرية نجحت في تذليل العقبات التي كانت تحول دون تنفيذ الاتفاق، حيث أكد الجانبان التزامهما بمواصلة الهدنة التي أوقفت القتال في غزة بعد 15 شهرا من المواجهات.
لكن التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين في الاحتلال والولاياتالمتحدة زادت من تعقيد المشهد، إذ هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باتخاذ إجراءات صارمة ضد حماس إذا لم تفرج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين بحلول السبت.
من جهته، شدد المتحدث باسم حكومة الاحتلال ديفيد مينسر على أن الاتفاق ينص على إطلاق سراح المحتجزين الثلاثة أحياء، محذرًا من أن عدم تنفيذ ذلك قد يؤدي إلى انهيار الهدنة.
وفي السياق نفسه، لوّح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته يسرائيل كاتس بإمكانية استئناف العمليات العسكرية في غزة إذا لم تلتزم حماس بشروط الاتفاق.
تفاهمات إنسانية في ظل الأزمة
أعلنت حركة حماس في وقت سابق تأجيل تنفيذ صفقة التبادل، متهمة الاحتلال بعدم الالتزام بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ومع ذلك، أكدت مصادر فلسطينية أن الوسطاء تمكنوا من الحصول على تعهد من الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق المتعلقة بالإغاثة الإنسانية، ما يسمح بإدخال شحنات تشمل الكرفانات والخيام والمعدات الطبية.
ورغم هذه التفاهمات، شددت الأممالمتحدة على أن الأوضاع الإنسانية في غزة لا تزال كارثية، داعية إلى تكثيف جهود الإغاثة.
كما رُصدت عشرات الشاحنات المحملة بالمنازل المتنقلة والمساعدات الإنسانية على الجانب المصري من معبر رفح، في انتظار السماح لها بالدخول، فيما نفى الاحتلال وجود أي تنسيق لإدخال معدات ثقيلة إلى القطاع.
مصير الاتفاق لا يزال مجهولا
لا يزال الغموض يكتنف مستقبل الاتفاق، خاصة أن المرحلة الثانية منه، المقرر بدؤها في مطلع مارس، لم تحظَ بعد بتوافق كامل بين الطرفين. وفقًا لهذه المرحلة، يفترض إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا مقابل 1900 أسير فلسطيني.
حتى الآن، تم الإفراج عن 16 محتجزا إسرائيليا مقابل 765 معتقلا فلسطينيا، فيما تشير تقديرات الاحتلال إلى أن 73 شخصا لا يزالون محتجزين في غزة، بينهم 35 يُعتقد أنهم فارقوا الحياة.
رفض دولي لمخططات التهجير
في سياق آخر، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي ترمب حول إمكانية وضع غزة تحت السيطرة الأمريكية وترحيل سكانها ردود فعل غاضبة.
ودعت حركة حماس إلى تنظيم احتجاجات عالمية ضد هذه المخططات، بينما هدد الحوثيون في اليمن باتخاذ إجراءات عسكرية ضد الولاياتالمتحدة والاحتلال الإسرائيلي إذا تم تنفيذ أي خطة لتهجير الفلسطينيين قسرا.
استمرار التوتر الميداني
رغم سريان الهدنة، لم يتوقف التصعيد الميداني، حيث أعلن جيش الاحتلال عن قصف موقع في غزة بعد رصد سقوط صاروخ داخل القطاع. وفي الضفة الغربية، استشهد فلسطيني برصاص الاحتلال قرب بلدة حوارة، فيما تستمر المواجهات في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة.