تواصل محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء جلسات الاستماع إلى المتهمين في قضية "إسكوبار الصحراء"، التي يُتابع فيها القياديان السابقان في حزب الأصالة والمعاصرة، سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي. وشهدت جلسة اليوم، الخميس 6 فبراير، الاستماع إلى المتهم "علال.ح"، المتابع بتهم الارتشاء، تنظيم وتسهيل خروج ودخول أشخاص مغاربة إلى التراب الوطني بصفة غير قانونية، المشاركة في اتفاق لمسك المخدرات ونقلها والاتجار فيها وتصديرها، بالإضافة إلى محاولة تصدير المخدرات بدون تصريح أو ترخيص. خلال الجلسة، واجهه القاضي بتصريحات تفيد بأن الحاج بنبراهيم اعترف بوجود معاملات مالية بينهما، مؤكّدًا تلقيه مبالغ من قبل "علال.ح" مقابل ثلاث عمليات لنقل كميات من مخدر الشيرا وتهريبها عبر الحدود المغربية-الجزائرية. كما أشار إلى وجود تنسيق بين المتهم وشخص آخر يُدعى عبد القادر الجزائري. وفي مقابل ذلك نفى المتهم هذه الادعاءات، مؤكّدًا أن معاملاته اقتصرت فقط على بيع وشراء السيارات، وليس له بتاتا أي علاقة بعمليات تهريب المخدرات، وأنه من عائلة ميسورة ولاحاجة له بهذا العمل، متسائلا، " علاش غندخل لحرام لأولادي..، كنت لسنوات طويلة عاملا في إسبانيا، عندي ما يكفيني خاصة مع إرث والدي..". وعرض القاضي على المتهم تفريغ مجموعة من المكالمات الهاتفية التي تم التقاطها، والتي تضمنت محادثات بينه وبين شخص يُدعى عبد القادر بنعودة الجزائري. وعند سؤاله عن معرفته بهذا الشخص، أنكر المتهم الأمر تمامًا، مشيرًا إلى أن الرقم المذكور لا يخصه، ومشككًا في صحة المحاضر. إلى ذلك، بسط القاضي علي الطرشي أمام المتهم مضامين محاضر الاستماع لمتهم يسمى "سليمان.ح"، تفيد التنسيق لعمليات كان يقوم بها معه تهم تهريب كميات هامة من مخدر الشيرا داخل حقائب عبر الحدود المغربية الجزائرية، والتي كانت تتم عن طريق نقل المخدرات من منطقة "بارغم" ليتم رميها في منطقة "سندرة". كما تم عرض تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية أجراها المتهم مع شخص آخر يُدعى "جمال م"، تضمنت تنسيقًا حول تهريب شحنة مخدرات لصالح عبد القادر الجزائري، لكن المتهم دافع عن نفسه بالقول إن المكالمة كانت مجرد تعزية بوفاة والده. ورغم مواجهته بأسماء أشخاص تواصلوا معه هاتفيًا حول عمليات التهريب، وتقاسموا معه معلومات عن وجود رادارات ومراقبة أمنية بالمناطق الحدودية، أصر المتهم على النفي، معتبرًا أن الوصول إلى تلك المناطق أمر بالغ الصعوبة، حيث يواجه المواطنون مشاكل كبيرة حتى في الحصول على الماء، فما بالك بتهريب المخدرات، وفق تعبيره. وأضاف المتهم أن الشهود الذين اتهموه ذكروا علاقته بعسكريين سهلوا له عمليات التهريب، متسائلًا: "أين هم؟ لماذا لم يُتابعوا معنا إن كانت أقوالهم صحيحة؟". هذا واشتكى المتهم أمام هيئة المحكمة من سوء المعاملة أثناء التحقيق معه في مدينة الدارالبيضاء، مشيرًا إلى أنه كان في حالة نفسية سيئة بسبب وفاة والده في تلك الفترة. وقررت المحكمة تأجيل جلسة الاستماع إلى باقي المتهمين في الملف إلى غاية يوم الجمعة 14 فبراير الجاري.