شهدت الدورة السابعة لمعرض أليوتيس الدولي بأكادير، المنعقدة في 5 فبراير 2025، نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، حيث عقدت زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من نظرائها الأفارقة والدوليين، بهدف تعزيز التعاون في قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء المائية. وشملت هذه اللقاءات وزراء ومسؤولين من الكوت ديفوار، الصومال، الغابون، روسيا، سلطنة عمان والمفوضية الأوروبية، مما يعكس التزام المغرب بدعم شراكات استراتيجية في هذا القطاع الحيوي. وخلال لقاءاتها مع الوزراء الأفارقة، أكدت الدريوش على أهمية التعاون جنوب-جنوب في تعزيز التنمية المستدامة للصيد البحري، مشددة على الدور الريادي للمغرب في تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة لضمان استغلال مستدام للموارد البحرية. كما ناقش الجانبان سبل مواجهة التحديات المشتركة، مثل تأثير التغيرات المناخية على المخزون السمكي، ومكافحة الصيد غير القانوني وغير المصرح به، إضافةً إلى تثمين المنتجات البحرية لتعزيز الاقتصاد الأزرق في القارة. وفي إطار التعاون المغربي-الروسي، بحثت كاتبة الدولة مع إيليا شيستاكوف، رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد البحري، آفاق تطوير الاتفاقيات الثنائية، خاصة الاتفاق الجديد للصيد البحري بين البلدين. وتمحورت المحادثات حول تحسين حصص الصيد، وتعزيز التعاون العلمي والتقني، ودعم تكوين وتشغيل البحارة المغاربة، في إطار شراكة استراتيجية تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضي. أما على مستوى التعاون العربي، فقد تباحثت الدريوش مع وكيل الزراعة والثروة السمكية بسلطنة عمان حول تطوير الشراكة بين البلدين، مع التركيز على التكوين البحري، ومراقبة أنشطة الصيد، وتسويق المنتجات البحرية. كما شكل اللقاء فرصة لاستعراض فرص التعاون في مجالات الإنقاذ والسلامة البحرية، بما يعزز التكامل بين البلدين في هذا القطاع الحيوي. واختُتمت اللقاءات الثنائية باجتماع مع فرناندو أندريسن غيماريش، المدير العام لإدارة الشؤون البحرية ومصايد الأسماك بالمفوضية الأوروبية، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي لضمان استدامة الموارد البحرية. وتعكس هذه المحادثات رؤية المغرب لتعزيز موقعه كقوة إقليمية رائدة في قطاع الصيد البحري، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى جعل الفضاء الأطلسي المندمج ركيزةً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.