في موقف ملتبس جديد، تراجع وزير الشباب والرياضة لدولة فلسطين وأمين سر حركة "فتح"، جبريل الرجوب، عن تصريح سبق أن أدلى به حول مغربية الصحراء، قائلا في بيان نقلته عنه وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" التابعة للسلطة الفلسطينية، إن ما يتم تداوله بهذا الخصوص "تصريحات غير دقيقة، ولم تصدر عنه".
بتاريخ 09 يناير الجاري، نشرت "وفا" قصاصة على هامش لقاء جمع الرجوب بسفير المملكة المغربية لدى دولة فلسطين، عبد الرحيم مزيان؛ حيث أشاد المسؤول الفلسطيني ب"الإمكانات البشرية واللوجستية التي يمتلكها المغرب من طنجة إلى الكويرة"، في إشارة إلى الصحراء المغربية، لكن بعد مرور أيام على نشر التقرير المذكور اختفت منه لاحقا عبارة "من طنجة إلى الكويرة"، دون تقديم أي توضيح.
وليست هذه المرة الأولى التي يصدر فيها عن المسؤول الفلسطيني المذكور موقفا مماثلا مثيرا للاستغراب بشأن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، بل له سوابق في هذا الباب، كانت قد دفعت الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، إلى توجيه رسالة استفسارية إلى عباس زكي، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية في اللجنة المركزية لحركة فتح، أعرب فيها عن امتعاضه من "التصريحات الإعلامية" للرجوب حول قضية الصحراء المغربية.
وكان الرجوب قد اعتبر، خلال استضافته بقناة تلفزيونية جزائرية شهر يوليوز الماضي، أن "هناك سمفونية لحنها الأمريكيون والإسرائيليون لدمج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، وتجاوز القضية الفلسطينية، فحصل تطبيع في الخليج وفي شمال إفريقيا"، مضيفا: "أعتقد أن الاتكاء على إسرائيل لتصير الصحراء مغربية أو جزائرية؛ بمعنى أن تكون مصدر قوّة لأحد أو إضعاف أحد، أمر غير صحيح، ولن يكون".
واعتبر بنعبد الله تلك التصريحات "مخالفة تماما للمواقف الرسمية التي تلتزم بها، إزاء هذه القضية، السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة حركة فتح"، مطالبا ب"تقديم توضيحات بخصوص الموقف الرسمي لحركة فتح حول الموضوع".
وشدد بنعبد الله وقتها، ضمن رسالته، على أن "الموقف الرسمي الفلسطيني، تجاه قضية الصحراء المغربية، يتعيّن ألا يتأثر بأي اعتبارات أو سياقات ظرفية، مثلما تظل القوى الوطنية الحية الأساسية في بلادنا، وخاصة منها الديموقراطية والتقدمية، متشبثة، في جميع الأحوال والظروف، بالدفاع عن القضية الفلسطينية، وبمساندتها لنضالات الشعب الفلسطيني الشقيق، من أجل نيل كافة حقوقه الوطنية".