خلَّف موقف الاتحاد العام للصحافيين العرب الداعم لمغربية الصحراء، ردود فعل غاضبة في الجزائر، حيث سارعت الأذرع الإعلامية التابعة للسلطة إلى "إدانة" وقوف الصحافيين العرب إلى جانب المغرب في ملف وحدته الترابية ضد مناورات الخصوم وأطروحات الانفصال المدعومة خارجيا.
ولم تستسغ الجزائر الدعم الذي أعلن عنه الاتحاد العام للصحافيين العرب لصالح مشروع الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، كما جاء في بيان أعقب اجتماع أمانته العامة ومكتبه الدائم بين 12 و16 يناير الجاري، مشددا على رفضه ل"جميع أشكال و مظاهر الانفصال و التجزئة في جميع الدول العربية".
وبالرغم من أن جزء مما عبّر عنه اتحاد الصحافيين العرب من خلال نبذ "جميع أشكال ومظاهر الانفصال و التجزئة في جميع الدول العربية"، يمس كذلك الجزائر التي تواجه مطلب انفصال منطقة القبائل عنها، إلا أنها غضت الطرف عن ذلك، في تأكيد جديد على أن العزلة الدولية التي يعيشها نظامها أدخلتها في دوامة سياسية لا يبدو أنها ستخرج منها، على الأقل في الأفق المنظور.
وسخرت الجارة الشرقية عددا من المنظمات المهنية الممثلة للصحافيين في الجزائر، للتنديد بموقف زملائهم العرب الداعم لمغربية الصحراء، من بينها "المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين"، التي أعربت عن "أسفها" لما وصفته ب"انحراف الاتحاد العام للصحفيين العرب"، معتبرة بيانه "لا يمت بصلة للصحافة العربية ولا للصحافيين العرب وأخلاقياتهم"، قبل أن تتهم الاتحاد العام للصحفيين العرب بمحاولة "تمرير أجندة استعمارية تم طبخها في باريس وتبناها المخزن المغربي". وفق ما جاء في بلاغ صادر عنها مليء بالهذيان.
على المنوال نفسه، سار ما يسمى بالمجلس الوطني للصحافيين الجزائريين، الذي قال إن ما صدر عن الاتحاد العام للصحفيين العرب، يمثل "انحرافا خطيرا عن المبادئ الأساسية للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة".
بدوره، هاجم الاتحاد الوطني للصحافيين والإعلاميين الجزائريين الاتحاد العام للصحافيين العرب، قائلا إنه "تبنى آراء لا ترقى لأخلاقيات المهنة الإعلامية البناءة الداعية إلى إنصاف الشعوب المظلومة والمستضعفة". على حد زعمه.