على بعد أيام من احتفال المملكة المغربية وباقي دول العالم برأس السنة الميلادية، وهو التقويم "المسيحي" الذي تعتمد عليه العديد من البلدان، باشرت مجموعة من المدارس الابتدائية في القطاع العمومي والخصوصي استعداداتها لتنظيم احتفالات آخر السنة، حيث أحدثت هذه المناسبة الموسمية نقاشا مجتمعيا بين أولياء أمور التلاميذ. وأدى اقتراب محطة رأس السنة الميلادية إلى فتح حوار بين أباء وأولياء التلاميذ، حيث استفسر أغلبهم حول الجدوى من تنظيم مثل هذه الاحتفالات التي لا يعترف بها الدين الإسلامي، بدافع أن "المسيحيون" لا يحتفلون بدورهم بالسنة الهجرية إلى جانب المسلمين، ولا يقومون بترسيخ مثل هذه الأفكار لدى أبنائهم داخل مؤسساتهم التعليمية.
وعلى ضوء هذا النقاش الذي يزداد سخونة مع اقتراب موعد رأس السنة، دخلت فيدرالية جمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ على خط هذا السجال، معتبرة إياه "نقاشا عقيما"، بداعي أنه "يتجنب المواضيع التربوية التي ينتظر مناقشتها لإغناء الحوار القطاعي الحقيقي للتعليم".
وقال محمد تامر، نائب رئيس فيدرالية جمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ، إنه "كما يعرف الجميع أن الزمن المدرسي أو المنظومة التعليمية فهي تسير نحو التاريخ الميلادي، وبالتالي فإن هناك محطات للتوقف الدراسي من بينها محطة رأس السنة، ونحن لا علاقة بها سواء كانت ترتبط بديانة أخرى أو غير ذلك، وعلى أولياء الأمور إبعاد أبنائهم عن هذه المواضيع التي لا تسمن ولا تغني من جوع".
وأضاف تامر، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "احتفالات رأس السنة بأغلب المدارس العمومية أو الخصوصية كانت منذ زمن طويل، وأن هذه النقاشات الحالية قد فرضتها بعض السياقات، لكن يبقى الأهم من ذلك هو ضرورة مواكبة المنظومة التعليمية التطورات التعلمية التي من شأنها أن تعزز مكتسبات التلاميذ وترفع من مستوياتهم المعرفية".
وأردف المتحدث عينه أن "النقاشات الأيدلوجية أو الدينية يجب أن تبقى في منأى بعيد عن المؤسسات التعليمية، لأن المدرسة هدفها الوحيد هو تكوين التلاميذ من الناحية التربوية والبيداغوجية، هذه النقاشات قد تؤثر على مسار التلاميذ داخل مؤسساتهم، لأنهم لم يصلوا إلى المستوى الوعي بهذه الأمور".
وأكد نائب رئيس فيدرالية جمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ أنه "على أولياء أمور التلاميذ تفادي إدخال الصراعات الفكرية إلى المؤسسات التعليمية، لأن هذه المدارس عبارة عن حرمة وجب على الجميع احترامها وتحصينها، دون تفكيكها بالمعتقدات الدينية أو السياسية".