يبذل المغرب جهودا سرية حثيثة من أجل إطلاق سراح رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم، المعتقل منذ 18 شهرا، حيث تقود المخابرات المغربية (المديرية العامة للدراسات والمستندات)، منذ شهر شتنبر الفائت، مباحثات مع المجلس العسكري في نيامي، وفقا لما أعلنه موقع "أفريكان أنتلجانس".
وتأتي خطوة المغرب هذه، في إطار مبادراته الساعية إلى إطفاء فتيل النزاع بين الأطراف المتناحرة في مجموعة من دول جنوب الصحراء، التي ظلت تجمعه بها علاقات طيبة على امتداد عقود، فضلا عن تعزيز النفوذ الاستراتيجي للمملكة في منطقة الساحل، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والأمني.
ويعتبر محمد بازوم النيجيري ذو الأصول العربية الليبية التي تعد من الأقليات في البلاد، من الحلفاء المقربين من فرنسا، وسبق له أن شغل عددا من المناصب العليا في حكومة الرئيس محمد إيسوفو، من بينها وزيرا للخارجية والداخلية والشؤون الدولية.
وتولى بازوم رئاسة النيجر سنة 2021، فكان أول رئيس ينتخب من دون انقلاب عسكري وأول عربي يرأس بلاده، لكنه تعرض للخيانة من قبل جنود الحرس الرئاسي الذين احتجزوه في 26 يوليوز 2023 داخل قصره في العاصمة النيجيرية نيامي.
ومما يعزز من قدرة الرباط على التدخل لتحرير رئيس النيجر السابق، هو نجاحها، من خلال وساطة الملك محمد السادس لدى إبراهيم طراوري رئيس جمهورية بوركينافاسو، في إطلاق أربعة مواطنين فرنسيين كانوا محتجزين بواغادوغو منذ دجنبر 2023، في خطوة تؤكد قدرة المغرب على لعب دور مركزي في القارة السمراء وتسلط الضوء على مكانته كوسيط فعال وموثوق به.
وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الخميس، أن الفرنسيين المفرج عنهم في بوركينافاسو بوساطة مغربية، هم موظفون من جهاز المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي (DGSE)، تم اعتقالهم واحتجازهم في بوركينا فاسو لمدة عام، بتهمة التجسس.
وفي هذا السياق، نقلت الوكالة الفرنسية عن قصر "الإليزيه"، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "عبَّر عن شكره الحار للملك محمد السادس على وساطته في القضية.