منذ صدور التصنيف الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص جودة المدن التي تحتضن كأس العالم 2030، الذي وضع طنجة في مؤخرة القائمة بعد حصولها على تنقيط متدني، مازال الموضوع يستأثر باهتمام كبير المسؤولين المنتخبين، الذين يحاولون بكل الوسائل والطرق رفع الحرج الذي تركته "الفيفا"، في انتظار رد فعل السلطات لإعادة تأهيل المدينة المليونية وفق آخر إحصاء. وقال محمد بوزيدان، مستشار جماعي، إن "التصنيف الذي كشفت عنه الفيفا بخصوص المدن التي ستحتضن المونديال كان منتظرا، خاصة وأن الفاعلين السياسيين والحقوقيين داخل المدينة لم يتفاجأوا من هذا الأمر، بسبب إنتشار وسائل النقل العمومي المهترئة، إضافة إلى غياب أرضية فندقية قوية وكافية لاستقطاب السياح"، مؤكدا على أن "هذا ساهم في تدني مستوى التنمية لعاصمة البوغاز".
وتابع بوزيدان، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "نعيش يوميا في طنجة اختناقا مروريا في ظل غياب وسائل النقل العمومية الحديثة، لأن المدينة تعرف فقط إلى حدود الساعة وسيلة الطاكسي وحافلات النقل الحضري، علما أن المدن المغربية الآخرى تتوفر على الترامواي وأيضا الباصواي ومجموعة من الوسائل غير المقننة كالتطبيقات".
وأضاف المتحدث ذاته أن "مدينة طنجة أصبحت واجهة استثمارية على الصعيد الوطني، علما أنها تتوفر على أكبر ميناء في أفريقيا وهو ميناء طنجة المتوسط، لكن هذا الزخم الاستثماري والتجاري لم يواكبه تحسن في مستوى البنيات التحتية، لذلك تصنيف الفيفا فهو فقط بمثابة تحصيل حاصل لأوضاع المدينة".
وأشار المستشار الجماعي إلى أن "المسؤولين داخل المدينة أمامهم تحدي حقيقي هو الحفاظ على مكتسبات مشروع طنجة الكبرى، إضافة إلى ضرورة تحسين مستوى بنيات الفنادق التي حصلت على أدنى تنقيط ضمن قائمة مدن المونديال الثلاثي"، مضيفا أن مدينة طنجة إلى حدود اللحظة لا هوية لها ولا يمكن وصفها طابع "المدينة السياحية".
وأكد أيضا أن "القدرة الايوائية لمدينة طنجة لا تتجاوز 19 ألف سرير، وبالتالي فإن المدينة تعاني من إشكال الفنادق والإقامات، علما أن أغلب الجماهير التي ستأتي لمشاهدة مباريات المونديال ستأتي للفنادق غير المصنفة"، مشيرا إلى أن "الجماعة لا دخل لها في هذا الأمر، لأن وضعية المدينة تتطلب تدخل جميع المسؤولين سواء كانوا منتخبين أو موظفين عموميين".
وخلص بوزيدان حديثه قائلا: "أصبح من الضروري إحداث أقطاب تنموية بمدينة طنجة على اعتبار أنها عاصمة جذابة للاستثمار، وأنه لولا مشروع طنجة الكبرى لكانت طنجة تعيش على وقع التهميش والعزلة المجالية مثل باقي المدن المغربية".