تزامنا مع بروز مؤشرات تفيد بأن العلاقات بين المغرب وإيران مرشحة لتكون أفضل مما هي عليه حاليا، في زمن القطيعة الدبلوماسية؛ كثفت الجزائر تحركاتها واتصالها بالمسؤولين الإيرانيين، في خطوة تشي بأن الجارة الشرقية للمملكة متوجسة من أي تقارب محتمل بين الرباط وطهران، خاصة في هذه المرحلة بالذات التي دخل فيها ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية منعطفا فارقا.
واستقبل وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أمس الإثنين 25 نونبر، رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، في اجتماع أفادت الخارجية الجزائرية بأنه تطرق إلى "العلاقات الأخوية والتعاونية بين البلدين، وناقش سبل تفعيل آليات الدبلوماسية البرلمانية لتعزيزها والارتقاء بها إلى أعلى المستويات".
يأتي ذلك، بعد مرور خمسة أيام فقط على اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الجزائرية عطاف مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، تناولا فيه "عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
ونقلت تقارير أن مباحثات جمعت في الآونة الأخيرة بين مسؤولين أمنيين مغاربة وإيرانيين، تمهيدا لاستئناف العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ 2018، على خلفية اتهام المغرب حزب الله اللبناني القريب من إيران، بتسليح وتدريب عناصر من جبهة "البوليساريو".
وكان وزير الخارجية ناصر بوريطة وقتها، قد علق على قرار قطع العلاقات، قائلا إنه عندما يتعلق الأمر بالوحدة الترابية للمملكة وبأمن وسلامة المواطنين، فلا يمكن للمغرب إلا أن يتخذ قرارات حازمة وواضحة.