بعد التقرير الذي قدمه المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول مستجدات قضية الصحراء، والذي اعتبره غالبية المراقبين "فارغ" نظراً لعدم تقديمه أي جديد في الصراع الحاصل بالمنطقة، والمقترح المثير للجدل الرامي إلى "تقسيم الصحراء"، دفع مراقبون ومهتمون بالقضية الوطنية الأولى في اتجاه "ضرورة سحب الثقة من المسؤول الأممي نظراً لفشله في المهمة المنوطة إليه".
وسلط خبراء مغاربة الضوء على الأخطاء المهنية الجسيمة التي ارتكبها المبعوث الأممي ذو الجنسية الإيطالية السويدية، منذ تملكه زمام مسؤولية هذه القضية، متجهلا وفق مواقف المراقبين كل "الجهود الأممية والدبلوماسية التي تدفع نحو إيجاد حل مبني على مقترح الحكم الذاتي".
وقال أحمد نور الدين، الخبير في الشؤون المغاربية، إنه "منذ تولي ستافان ديمستورا مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة وهو يخترق القوانين المعمول بها داخل الهيئة، حيث تحدى المملكة المغربية في أكثر من مرة وأبرزها زيارته الرسمية إلى جنوب افريقيا التي تتبنى الأطروحة الانفصالية، وهو ما يعني أن بريتوريا ضربت جهود الأممالمتحدة في عرض الحائط".
وأضاف نور الدين، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ارتكب أخطاء كارثية وجسيمة لا يمكن تجاهلها، ومن بين الأخطاء المهنية الأكثر جسامة هو عدم إخبار المملكة المغربية بزيارة جنوب افريقيا، نظراً أن المغرب يعتبر الطرف الأول المعني بهذا الصراع الإقليمي".
وتابع المتحدث عينه أن "الدبلوماسية المغربية سبق لها وأن عبرت من داخل الأممالمتحدة عن رفضها لهذه الزيارة، زيادة على المقترح الذي قدمه لتقسيم الصحراء المغربية، لذلك على الخارجية المغربية أن تتخذ إجراءات سحب ثقتها من هذا المبعوث الأممي الذي تجاوز كل الخطوط المسطرة له".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "زيارة جنوب افريقيا كانت سببا كفيلا لإنهاء مهمة ديمستورا على رأس هذه المهمة، على اعتبار أن هذا البلد ليس له علاقة بالنزاع ويبعد عن المنطقة بآلاف الكيلومترات وليس عضوا في مجموعة أصدقاء الصحراء، ولا يمتلك تفويضا من مجلس السلم والأمن الإفريقي".
وأكد أيضا أن "التقرير الذي قدمه ديمستورا لا يختلف عن سابقه، لأن الأممالمتحدة تعمل على ارضاء خواطر الأطراف المتنازعة، والعصابة الخماسية تستخدم منطق الابتزاز وتركيع الدول للحصول على المصالح الاقتصادية وصفقات التسلح بمليارات الدولارات، والأعضاء الدائمون بمجلس الأمن ليسوا أغبياء لذبح دجاجة تبيض ذهبا".