بعد الانتقادات الأخيرة للمشاركة المغربية في منافسات أولمبياد باريس الصيف المنصرم، وبعد تماطل وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في الاستجابة لطلبات الفرق البرلمانية لمناقشة هذه الحصيلة، حل الوزير شكيب بنموسى، اليوم الثلاثاء، بلجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، للدفاع عن حصيلة مشاركة الجامعات الرياضية في هذا المحفل الدولي، قائلا: إن "لمشاركة المغربية كانت إيجابية".
وأوضح بنموسى، أن المشاركة المغربية كانت إيجابية مع ارتفاع سقف الطموح المغربي، مبينا أن 116 دولة لم تحصد ميداليات ضمن هذه المنافسة، في مقابل النتائج التي حصل عليها المغرب خلال المنافسة الأولمبية والتي تخص ميدالية ذهبية لسفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع، فيما عادت الميدالية البرونزية للمنتخب المغربي أقل من 23 سنة لكرة القدم، إضافة إلى الرتب التي احتلها المغرب في هذه الرياضة (الرتبة 60 عالميا، الرتبة 9 إفريقيا، 5 عربيا)، فضلا عن حصد 15 ميدالية (3 ذهبية، 6 فضية، 6 نحاسية)، خلال منافسة البارالمبياد.
وأكد الوزير، أنه لأول مرة في تاريخ مشاركتها حققت كرة القدم أداء جيدا بحصولها على الميدالية البرونزية، مبرزا أن هذه الرياضة فاجأت الجميع، باعتبار المغرب لم يكن من المرشحين في هذه الدورة.
وتابع أنه من الناحية التاريخية، كانت النتائج المحققة في دورة باريس أفضل من تلك التي تحققت في الدورات الأربع الأخيرة ( الصين 2008، لندن 2012، ريو 2016، طوكيو 2020)، مسجلا أن النتائج الجيدة تمت في أنواع رياضية تمتلك نظامها الخاص في التكوين والتحضير، والذي تم تصميمة في إطار عقود برامج تم توقيعها مع الحكومة سنة 2006 (ألعاب القوى)، وسنة 2008/2014 (كرة القدم).
كما توصل المسؤول الحكومي، إلى مجموعة من الخلاصات تهم ضرورة وضع إستراتيجية جديدة للنهوض بالرياضات الأولمبية، وذلك باعتماد أسلوب يقوم على التخطيط الإستراتيجي على المديين المتوسط والبعيد في إطار التعاقد بين الوزارة و الجامعات الرياضية الوطنية، مع اعتماد عقود أهداف واضحة ودقيقة لكل تخصص رياضي ولكل رياضي.
وشدد بنموسى، على ضرورة إرساء نظام اكتشاف المواهب الشابة على مستوى الجامعات الرياضية الوطنية، والجمعيات الوطنية، مع وضع الية بشراكة مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية لاستقطاب المواهب، ومواكبة النخبة ذات المستوى العالي لتحقيق التميز الرياضي، وكذا تطوير نظام للتتبع التقني والتحضير الذهني، والإشراف عن قرب للرياضيين المشاركين.
وفي المقابل، نبه الوزير، إلى مجموعة من الإكراهات والرهانات الجديدة في المجال الرياضي تخص، ارتفاع حدة المنافسة الرياضية على الصعيد القاري و العالمي، باعتبار أن الرياضة أصبحت رهانا جيواسراتيجيا، ومحط منافسة بين الدول، مع زيادة الوعي لدى الدول بأهمية الاستثمار في الرياضة، وآثارها الإيجابية على الاقتصاد والتماسك الاجتماعي والإشعاعها الخارجي، وكذا تطور وتعقد أساليب عمليات التنقيب، والتتبع وإفراز رياضيين من المستوى العالي، بالإضافة إلى الاعتماد على البحث العلمي، والتكنولوجيا المتطورة والطب الرياضي.
وخلص بنموسى، إلى أن صناعة البطل الأولمبي وحصد الميداليات الأولمبية أصبح صعبا بالنسبة للدول السائرة في طريق النمو (إفريقيا نموذجا)، نظرا للتكلفة الباهظة التي يتطلبها إعداد لاعب يستطيع الوصول إلى الدورة الأولمبية أولا، ثم المنافسة على الميدالية ثانيا، مشيرا إلى أن الرياضة ذات المستوى العالي تستدعي نمط تفكير وتدبير احترافي.