في الوقت الذي تتحدث فيه الصحافة الأمريكية عن المداخيل التي يمكن أن تجنيها الدول الثلاث المنافسة للملف المغرب، بدأت تتضح أولى الأرقام عما سيخسره المغرب من ميزانية في تجهيز البنى التحتية تأهبا لاستضافة أكبر محفل كروي في العالم في نسخته الجديدة في العالم 2026. مصادر مقربة من الملف المغربي أسرت ل "الأيام24"، أن الميزانية التقديرية الإجمالية التي سترصدها الحكومة المغربية ستصل إلى 60 مليار درهم، وهي ميزانية تبدو في حدود المعقول، خاصة وأنها ستساعد في تحديث وتطوير البنيات التحتية للمملكة، كما أن صرفها سيكون في الثماني سنوات المقبلة (2018 - 2026)، مما يعني أن الحكومة المغربية ستستثمر سنويا حوالي 7,5 مليار درهم، وهي نفس الأرقام التقريبية التي تخصصها الحكومات المتعاقبة لميزانية الاستثمار في مختلف القطاعات (الصحة، التعليم، التجهيز والنقل...).
هذه الميزانية، بحسب مصادر الجريدة، ستكون موزعة إلى قسمين، ميزانية في حدود 10 ملايير درهم، وستكون مخصصة لبناء 8 ملاعب جديد بمدن الدارالبيضاء، مراكش، مكناس، ورزازات، وجدة، تطوان، الناظور، الجديدة، علما أن ميزانية مجموعة من الملاعب كانت مقررة قبل العام 2018، على غرار ملعب طنجة الذي تم تدشينه من طرف الملك في العام 2015، وملعب وجدة الذي بوشرت فيه الأشغال قبل سنوات. هذه الميزانية (10 ملايير درهم) ستخصص أيضا لتأهيل الملاعب الجاهزة، وهنا نذكر ملاعب أكادير، مراكش، محمد الخامس بالدارالبيضاء، الرباط، فاسوطنجة، علما أن الملعب الأخير (طنجة) سيتم توسيعه لتبلغ طاقته الاستيعابية 60 ألف متفرج، كما ستتم تغطية مدرجات باقي الملاعب...
أما ال 50 مليار درهم المتبقية فستهم بالأساس تطوير البنية التحتية للمملكة، خاصة ما يتعلق منها بالطرقات، حيث سيتم ربط مدينة ورزازات بطريق سيار (أوتوروت)، كما سيتم الشروع في تهيئة نفق تيشكا الرابط بين مراكشوورزازات، والذي سيكلف لوحده الحكومة حوالي مليار درهم، فيما باقي المدن ال 12 مربوطة مسبقا بالطريق السيار...
الأوراش المفتوحة الأخرى ستهم بالأساس تطوير البنية الفندقية، حيث تبدو مدن الدارالبيضاء، أكادير، مراكش، الرباط، طنجة، مؤهلة من حيث البنيات الفندقية، بحيث إن كل مدينة من المدن المذكورة تتوفر على أزيد من 5 فنادق من فئة 5 نجوم وقرابة 10 فنادق لكل مدينة من فئة 4 نجوم، فيما ستكون المدن السبع الأخرى مدعوة إلى تطوير بنياتها الفندقية...
وتبدو الميزانية الإجمالية التي سيخصصها المغرب لكأس العالم (60 مليار درهم، أي ما يعادل 6 ملايير دولار)، مقبولة نسبية وفي حدود المعقول مقارنة ببعض الميزانيات التي خصصتها الدول الأخرى التي استضافت الدورات السابقة، فقطر مثلا أعلنت أنها ستخصص 200 مليار دولار لتأهيل بنياتها الرياضية والفندقية والصحية ... لاستضافة مونديال 2022، فيما خصصت البرازيل لمونديال 2014 حوالي 15 مليار دولار، وقبلها خصصت جنوب إفريقيا 3 ملايير دولار في مونديال 2010 وألمانيا ملياري دولار في مونديال 2006.
وفي سياق متصل، من المرتقب أن يكلف الملعب الكبير للدار البيضاء، الذي سيتم بناؤه بمدينة بنسليمان، قرابة ملياري درهم، وهو الملعب الذي سيتسع لقرابة 100 ألف متفرج وسيكون ملعبا من الجيل الحديث يضاهي الملاعب الأوروبية العملاقة.