يبدو أن إعلان فرنسا دعمها لمغربية الصحراء سيكون بداية موجة جديدة من الاعترافات المتتالية من دول أخرى، دشنتها فنلندا، التي أكدت أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي أساس جيّد لحل النزاع حول الصحراء، لتلتحق رسميا بقائمة طويلة من الدول الغربية التي أقرت بسيادة المغرب على كامل أقاليمه الجنوبية وبمبادرة الحكم الذاتي أساسا وحيدا لحل الأزمة. الخبير في العلاقات الدولية أحمد نورالدين، أكد أن "مساندة هذا البلد الإسكندنافي للموقف المغربي يكتسي أهميته من خلال توسيع الجبهة الداعمة للمغرب داخل الاتحاد الأوربي، من أجل الوصول إلى عزل أصوات اليسار الراديكالي الذي توقفت به عقارب الساعة عند لحظة الحرب الباردة".
وانتقد نورالدين، في تصريح ل"الأيام 24″، القوى اليسارية الأوربية الداعمة للانفصاليين، قائلا: "كان من المفروض أن تكون القوى اليسارية الأوربية أشد عداوة للسياسة الاستعمارية والامبريالية الأوربية التي مزقت وحدة المغرب وقسمت أراضيه إلى مناطق نفوذ بين إسبانيا وفرنسا".
وأبرز نورالدين، أهمية الموقف الفنلندي ومواقف كل الدول الأوربية بغض النظر عن حجمها البشري أو الاقتصادي، مشيرا إلى أن "فنلندا جزء من الدول الإسكندنافية التي تنشط فيها البروبكاندا الجزائرية ضد المغرب، وهذا الموقف الفنلندي سيساهم في كنس وتطهير تلك الدول من رجس الانفصاليين".
واعتبر نورالدين، أنه "لتكتمل الصورة، يجب أن نفهم بأن الدول الأوربية تعتمد بعض القواعد غير المكتوبة في دبلوماسيتها: القاعدة الأولى وهي أن السياسة الخارجية الأمريكية هي البوصلة على العموم نظرا لكون واشنطن زعيمة حلف "الناتو" وهي المظلة التي تحمي تلك الدول منذ الحرب العالمية الثانية، وبالتالي يشكل الاعتراف الأمريكي محفزا قويا لمواقف الدول الأوربية".
وتابع أن "القاعدة الدبلوماسية الثانية: هي أنّ الدول الأوربية تستشير الدول الاستعمارية الأوربية السابقة حول الأزمات التي لها علاقة بها، قبل بلورة مواقفها الدبلوماسية"، مسجلا أن "الاعتراف الفرنسي الصريح بمغربية الصحراء 2024 وقبله مراجعة الموقف الإسباني 2022 باتجاه الاعتراف التدريجي بمغربية الصحراء يشكلان دافعا لاعتراف كل الدول الأوربية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية".
وجدد نورالدين، التذكير بأن "الموقف الفنلندي الداعم للمغرب في قضيتنا المقدسة وقبله مواقف فرنسا وإسبانيا وكل الدول الأوربية لم تكن لتتبلور بهذا الوضوح لولا مقاربة الحزم والحسم التي عبر عنها جلالة الملك في سياسته الخارجية".
وأردف أن الملك محمد السادس أكد أن "المغرب ينظر "إلى العالم بمنظار الصحراء المغربية" وأن "المغرب ينتظر من شركائه أن يوضحوا مواقفهم من الصحراء المغربية بشكل لا يقبل التأويل""، مشددا على أن "هذا الخطاب الحازم والواضح هو المحفز الأساس لكل دول العالم من أجل حسم مواقفها، والقطع مع سياسة التردد أو إمساك العصا من الوسط".