منذ الإعلان عن انتخاب يحيى السنوار على رأس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، عبر الإعلام الإسرائيلي عن مخاوفه من هذا التنصيب الذي جاء مخالفا للتوقعات، حيث كانت أغلب التكهنات ترشح خالد مشعل، لقيادة سفينة الحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران الأربعاء الماضي. واعتبرت صحف إسرائيلية أن تعيين "السنوار خلفا للمغتال هنية مناورة خطيرة من طرف المقاومة حماس"، مؤكدة على أن "اختيار السنوار يُظهر أن حماس في غزة لا تزال قوية ومتمسكة بالانتصار".
في نفس السياق، قال وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس إن تعيين السنوار زعيما لحماس "سبب آخر للقضاء عليه ومحو ذاكرة هذه المنظمة من على وجه الأرض"، في حين قال الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني دانيال هاغاري إن "مكان السنوار بجانب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف".
من جهته، يرى محمود علوش، الكاتب والمحلل السياسي التركي، إن "هذا الاختيار يظهر قبل كل شيء كنتيجة طبيعية لاغتيال هنية والمنحى الجديد الذي سلكته الحرب بعد التصعيد الإسرائيلي الجديد لها وتزايد مخاطرها الإقليمية".
وأضاف علوش، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "تظهر الاعتبارات الداخلية للحركة كعامل رئيسي في هذا الاختيار"، مشيراً إلى أن "حقيقة أن السنوار، الذي يُنظر إليه على أنّه مُهندس هجوم السابع من أكتوبر، لا يزال يقود بفعالية كبيرة المقاومة على الأرض رغم مُضي أشهر طويلة على الحرب وتعجز إسرائيل بكل ما تمتلكه من إمكانات عسكرية واستخباراتية وتجسسية عالية عن الوصول إليه واغتياله".
وتابع المتحدث عينه أنه "تُظهر الثقة التي توليها الحركة بجناحيها السياسي والعسكري للسنوار كشخصية قوية قادرة على إدارة حماس في الداخل والخارج معاً في زمن الحرب".
وأردف المحلل السياسي التركي أن "اختياره لهذه المهمة كان حاجة للحركة لإظهار التماسك بين جناحيها العسكري في الداخل والسياسي في الخارج لتبديد المزاعم، التي سعى الإسرائيليون لإثارتها، عن وجود انقسام بين جناحيها العسكري والسياسي وعن انقطاع السنوار عن العالم الخارجي وعن وجود صراعات داخل الحركة حول خلافة هنية".
"يُرسل اختيار السنوار خلفية لهنية ثلاث رسائل من حماس فيما يتعلق بملف المفاوضات. أوّلها أنها لم تعد مُستعدة للمُضي في هذه المفاوضات طالما أن نتنياهو يواصل خداع العالم فيها"، يضيف المتحدث.
وزاد: "ثانيها أن الكلمة الأولى والأخيرة للحركة في المفاوضات تُحددها المقاومة على الأرض. وثالثها أنه سيتعين على الوسطاء التعامل منذ الآن فصاعداً مع السنوار لتحديد أطر أي صفقة مُحتملة في المستقبل".