خرج يحيى السنوار الذي عين الثلاثاء رئيسا للمكتب السياسي لحماس خلفا لاسماعيل هنية، من ظل المعتقلات الإسرائيلية إلى المراكز القيادية في حماس، حتى أصبح « الرجل الحي الميت »، والمطلوب رقم واحد بالنسبة لإسرائيل التي تتهمه بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر. أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، عن اختياره بالإجماع، لرئاسة المكتب السياسي خلفا للشهيد إسماعيل هنية، بعدما كان رئيسا لها في قطاع غزة فقط، فمن يكون يحيى السنوار؟ ولد القائد الجديد لحركة حماس، سنة 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، وتخرج من الجامعة الإسلامية بغزة، وذكرت تقارير أنه نشأ في ظروف صعبة وتأثر بالاعتداءات والمضايقات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي لسكان المخيمات. وبدأ النشاط السياسي للسنوار مبكرا، حيث كان عضوا فاعلا في الكتلة الإسلامية، مما أهله لمهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس. وانضم إلى حركة حماس في بداية تأسيسها، وكان مقربا من الشيخ أحمد ياسين الذي كلفه بتأسيس جهاز أمني يُعرف باسم « مجد »، وكان مكلفا بكشف وتصفية الجواسيس والعملاء الذين يتعاونون مع الاحتلال الإسرائيلي. وكما بدأ النشاط السياسي للسنوار مبكرا، فإن متاعبه أيضا بدأت مبكرا، حيث تم اعتقاله أول مرة وهو في أول ربيعه الثاني، قبل أن تتوالى عمليات توقيفه بين الوقت والآخر، إلا أنه في سنة 1988 اعتقل لاختطاف وقتل جنديين إسرائيليين وفلسطينيين متعاونين مع إسرائيل. وحكم القضاء الإسرائيلي آنذاك على السنوار ب4 مؤبدات تجاوزت مدتها 400 سنة، إلا أنه تم الإفراج عنه في صفقة « وفاء الأحرار » التي كانت حماس تحتجز فيها الجندي شاليط، وقضى بذلك 23 عاما متواصلة داخل سجون الاحتلال التي تولى فيها قيادة الهيئة العليا لأسرى حماس. ومباشرة بعد الإفراج عنه، ولكونه الرجل النافذ داخل الحركة سياسيا وعسكريا، انتخب عضوا في المكتب السياسي لحماس، وثم رئيسا لها في قطاع غزة، قبل أن يغتال الاحتلال في غارة غادرة الشهيد إسماعيل هنية، ويتم اختيار السنوار رئيسا لكل الحركة بدل رئاستها في قطاع غزة وحسب.