تعددت الآراء واختلفت الرؤى حول احتفالات المغاربة بعيد الحب، الذي يصادف 14 فبراير من كل سنة، حيث تزينت المحلات والمراكز التجارية بمدينة الرباط، وفي أهم شوارع المدينة، بالدببة الحمراء والهدايا والقلوب بجميع أحجامها، وسط إقبال كثيف للزبائن من الجنسين. وتختلف طريقة الاحتفال بالفالنتين من شخص لآخر، ومن مدينة لأخرى، وفيما يعتبر صنف منهم أن هذا تقليد أعمى للغرب في عاداتهم وتقاليدهم، يرى آخرون أن هذه المناسبة تعد فرصة للتعبير عن الحب بين الأصدقاء والعشاق.
انتعاش المحلات التجارية في "الفالنتين" تعرف محلات بيع الشوكولاطة والعطور والدببة الحمراء في شارع محمد الخامس والسويقة والمركز التجاري آيت باها بالرباط، انتعاشا في هذه الفترة، حيث تعمد هذه المحلات إلى إغراء زبائنها بتزيين واجهاتها بالألوان والتخفيضات، لجلبهم واقتناء هدايا للأقرباء والأصدقاء، حيث اعتبرت خديجة وهي بائعة للعطور ومواد التجميل في حديث ل"الأيام24"، أن الاقبال يكون كبيرا من لدن الشبان والفتيات يومي 13و14 فبراير من أجل اقتناء الهدايا بين العشاق خاصة أن هناك تخفيضات مغرية بهذه المناسبة.
عيد الحب في الفايسبوك اختلفت تعابير رواد صفحات التواصل الاجتماعي اليوم 14 فبراير حول الاحتفال بعيد الحب، حيث اعتبرت " إيمان"، أن الاحتفال بعيد الحب حرام، بينما اعتبر "عبد المولى"، في صفحته الخاصة، أن المغاربة لا يعرفون الحب حتى لا يحتفلون، وما يحدث سوى تقليد أعمى للغرب في أشياء لا علاقة لها بثقافتنا وديننا. في المقابل اعتبرت فاطمة الزهراء، أنها تنتظر هذه المناسبة في كل سنة، لأجل التعبير عن حبها لأصدقائها وحبيبها، حيث يتبادلون الهدايا فيما بينهم كما أنها تحرص على ارتداء اللون الأحمر في الفالانتاين. فيما غزت صور القلوب الحمراء والورود صفحات الفايسبوك وتويتر، ووزّع الأصدقاء والعشاق رسائل الحب والتهاني فيما بينهم على موقع التواصل الافتراضي.
ما معنى الحب عند المغاربة زينب موظفة، عازبة، قالت في حديث ل"الأيام24"، أن الحب بمفهومه النبيل لا يمكن التعبير عنه في يوم فقط، معتبرة بأن الاحتفال بالحب يجب أن يكون في كل يوم ومن خلال تصرفاتنا وطريقة تعاملنا مع بعضنا البعض. بينما اعتبرت زميلتها ليلى، أن الرجل المغربي لا يعرف عيد الحب ولا يقوم بأي سلوك يظهر حقيقة حبه للمرأة، حيث يرى أن التعبير عن الحب ضعف وينقص من قيمته، لذلك، تضيف المتحدثة، لا عيب في أن يعبر الزوج لزوجته عن حبه بإهدائه في هذه المناسبة باقة ورود أو زجاجة عطر، لكن أعتقد أن هذا أمر مستحيل خاصة بالنسبة للرجل المغربي.
أصل "عيد الحب" في الغرب يرى محمد براق ،الباحث المختص في العلوم الاجتماعية، بالرباط في حديث ل"الأيام24"، بأن أصل قصة الفالنتين لا يعيها معظم المغاربة، ويرون أن الاحتفال بهذه لمناسبة هو تبادل الورود والهدايا، بينما في الأصل هو أن الفالنتين الذي هو اسم قديس روماني مسيحي، أباح الزواج للعشاق في الوقت الذي منعت فيه الإمبراطورية الرومانية التي منعت الزواج لجنودها حتى لا يرتبطون بعائلاتهم، وهو الأمر الذي تسبب في اعتقاله وإعدامه يوم 14 فبراير. ومنذ تلك اللحظة، يضيف براق، سرى هذا التقليد، من قرن إلى آخر ومن دولة إلى أخرى حيث اختلف الاحتفال بهذه المناسبة من منطقة لأخرى ، ليصل إلينا داخل مجتمعاتنا العربية، ليصبح "عيد الحب" مظهرا من مظاهر الاحتفال بهذا اليوم. وأشار المتحدث، بأن الاحتفال عند المغاربة بعيد الحب، يقتصر فقط على فئة معينة، خاصة لدى الفتيات والمراهقين، في المدارس والكليات، من خلال تبادل الهدايا البسيطة والورود ورسائل الحبن في الوقت الذي تعبر فيها فئة عريضة عن عدم اقتناعها بالاحتفال بهذه المناسبة.