يحتفل العشاق عبر بلدان العالم، ومن ضمنها المغرب، بعيد الحب أو «سان فالنتان»، الذي يصادف 14 من الشهر الجاري من كل سنة. وخلال هذه اليوم يقبل العديد من المغاربة على اقتناء هدايا من المحلات التجارية، سواء تلك التي تبيع مستحضرات التجميل والعطور أو الملابس الداخلية أو الورود أو الشكولاطة، بل حتى محلات الملابس الجاهزة أصبحت تخصّص تخفيضات خاصة بهذا اليوم، فيقبل عليها ويتبادلون في ما بينهم. لكنْ هل جميع المغاربة يؤمنون بعيد الحب ويحتفلون به؟ منذ حوالي أسبوعين واللون الأحمر يكتسح جل الواجهات التجارية. وتأتي على رأس الهدايا الورود التي يشهد سوقها هذه الأيام رواجا كثيفا احتفالا بعيد الحب أو «سان فالنتان»، حيث يتفنن بائعوه في تنسيق الزهور بطريقة مبتكرة. ويقبل جل المغاربة على شراء الورد في هذه المناسبة لأنها تناسب القدرة الشرائية لجميع الطبقات.. وهناك فئة تختار تقديم هدية عبارة عن علبة شكولاطة تأتي في أغلب أشكالها على شكل قلب، أو تقديم العطر المفضل والمُحبَّب إلى الشخص.. ويختارون بعض المحتفلين ب»سان فالنتان» هدية عبارة عن ملابس داخلية، يقبل عليها المتزوجون بشكل خاص.. كما يقتنص البعض فرصة التخفيضات التي تلجأ إليها المحلات التجارية للملابس الجاهزة لإضافة قطع إضافية إلى خزانة ملابسهم.. ويختلف تعاطي المجتمع المغربي مع هذا العيد، فمنهم من يجدون هذه المناسبة فرصة مواتية للتعبير عن مشاعر الحب للآخر، فيما يرى آخر أنها مجرّد بدعة وبعيدة كل البعد عن قيّم مجتمعنا الإسلامي. ويبرّر من يحتفلون بعيد الحب الأمر أنه ليس خروجا عن التقاليد وعن تعاليم الدين الإسلاميّ، بل مجرد فرصة للتعبير عن الحب والود تجاه الآخر. تقول «فاطمة»: «في كل سنة أحتفل بعيد الحب وأعبّر فيه عن مشاعري تجاه الأشخاص الذين أكنّ لهم كل حب ومودة.. فالاحتفال بعيد الحب لا يقتصر على الحبيب، بل يشمل الأم والأب والأخت والأخ والصديقة، لذلك أحرص على اقتناء هدايا للجميع». تفضّل «سناء» شراء العطور لأنّها من وجهة نظرها أفضل هدية في هذا العيد، وتشرح ذلك قائلة: «أختار في هذا العيد اقتناء العطور لكل من أحبّ، خاصة مع العروض التخفيضية التي تقدّمها المحلات التجارية». ومن وجهة نظر «شيماء» فإنّ أحسن هدية يمكن أن يقدّمها إليها الشخص هي علبة الشكولاطة، خاصة أنها هدية لا تقاوَم باعتبارها من عاشقات الشكولاطة. أما صديقتها «ليلى» فترى أنّ كل واحد «يمشي على قدّ جْهدو».. حيث تفضل إهداء من تحبّ لعبة دب تحمل عبارة قلب.. ويكشف «أحمد» أنّ عيد الحب لم يعد يقتصر على تقديم الهدايا، بل صار أيضا مصحوبا بدعوة الحبيب إلى إحدى السهرات، التي تتزامن وهذه المناسبة، ويشرح قائلا: «بدورها، تستغل العديد من المطاعم والفنادق هذا اليوم لتقديم عروض خاصة من استدعاء نجوم الغناء والرقص لإحياء سهرات تتزامن وعيد الحب.. وهذه العروض تناسب فقط أصحاب الجيوب المليئة وليس الفارغة، مثلي».. ويدافع «علي» عن عيد الحب والاحتفال به قائلا: «لقد عرفنا الحبّ في تاريخنا قبل الأوربيين.. فشعراؤنا في العهد الجاهلي نظَموا قصائد الشعر العذريّ، وهو من أورع ما جادت به قريحتهم لحبيباتهم، كقيس وليلى وعنتر وعبلة وغيرهم».. «رشيد» من الذين يعارضون الاحتفال بعيد الحب ويقول بهذا الخصوص: «آشْ خاصّك العريانْ غير خام أمولايْ.. آش من عيد الحب مع الارتفاع الصاروخيّ في أسعار المواد الغذائية وغلاء المعيشة؟».. ويشاطره أحد أصدقائه الرأي، ليؤكد «أنها ثقافة دخيلة على مجتمعنا المغربي، وبعيدة عن قيمنا الإسلامية، لأن الاحتفال به بدعة وتقليد للغرب، والإسلام يرفض الاحتفال بأعياد أصحاب الشرائع الأخرى».
عيد الحب في العالم
يعد عيد الحب فى الهند موسما لتجارة الزهور، حيث يصل حجم مبيعات الورود فى مدينة «سنوياس» فى الهند إلى أكثر من 100 مليون زهرة.. وفى بريطانيا يضع الشباب على أعتاب بيوت الفتيات اللواتى يرغبون فى الزواج منهنّ باقات ورد، تحمل كل باقة اسم صاحبها.. أما فى ألمانيا فتقام مسيرة كبيرة فى ذلك اليوم، تضمّ أكثرَ من 3 ملايين شخص، يرقصون ويُغنّون فى الشوارع. وفى أمريكا يعدّ عيد الحبّ عطلة رسمية، يتم فيه تبادل الشوكولاتة المصنعة على شكل قلوب بأغلفة جذابة، وكذلك شراء أكياس الحلوى على شكل قلوب صغيرة، لكل واحد منها لون وطعم، ومكتوب عليها كلمات حبّ معروفة لذلك اليوم. فى فرنسا وإلى جانب الهدايا الحمراء و»التّورتات» على شكل قلب تقام مسابقات بين الشباب لتسجيل أسمائهم وأسماء محبوباتهم لتدخل سحبًا للفوز بهدايا قيّمة.