كثيرون لا يتذكرون الحب إلا مرة واحدة كل عام . يتذكرونه فقط صباح اليوم الرابع عشر من شهر فبراير ، وبعد ذلك ينسونه إلى السنة القادمة . "" عندما تخرج من بيتك وتجد واجهات المحلات التجارية التي تبيع الهدايا مزينة بالقلوب الحمراء التي تتوسطها عبارات الحب الجميلة تتذكر أن اليوم يوم عيد . عيد السان فالنتان الذي يؤرخ لتلك القصة الغرامية المجنونة التي عاشها ذلك القسيس العاشق قبل قرون رفقة محبوبته التي استطاع أن يخلصها من العمى ، ليسقط بعد ذلك في حبها ، مانحين للحب صفة العمى التي ما زال يحتفظ بها إلى اليوم . وعندما تعود من عملك في العشية تعرج عند بائع الورود لاقتناء وردة جميلة أو تذهب إلى محل بيع الهدايا وتقتني قارورة عطر رائقة وتلفها بعناية قبل أن تهديها لحبيبتك أو زوجتك دون أن تسأل نفسك عن السبب الذي جعلك تعاني من النسيان كل هذه المدة ، لحد أنك لم تقدم لها أي هدية طيلة كل الشهور التي فصلت بين عيد هذه السنة وعيد السنة الماضية . كثيرون يتساءلون عن السبب الذي يجعل الحب يموت بعد الزواج ، وكأنهم لا يعرفون أن الحب لا يموت لوحده ، وإنما هم من يقتلونه بشكل قاسي . أيام السنة كلها يجب أن تكون أعيادا مستمرة للحب حتى لا يموت . ليس ضروريا أن تنتظر عيد السان فالنتان كي تعبر عن مشاعرك وبعد ذلك تصير مثل تمثال جامد بلا أحاسيس . كل اللحظات صالحة لتقديم الهدايا مهما بلغت بساطتها ، وكل الأوقات صالحة للتعبير عن مشاعر الحب والغرام . الحب وردة هشة يكفي إهمالها لوقت قصير حتى تذبل أوراقها الناعمة وتموت . ليس ضروريا أن تقدم الهدايا الفاخرة كي يظل الحب حيا ، الحب لا يعيش بالهدايا الغالية التي تقدم في المناسبات الرسمية ، يكفي أن تكون أحاسيسك صادقة ، وبعد ذلك تستطيع أن تجعل هذا الحب يعيش طويلا ، فقط بكلمات قليلة وهمسات هادئة ولمسات خاطفة . الحب يكره البروتوكول ، ويعشق الفوضى في المقابل . لذلك ليس من الضروري أن تنتظر يوم الرابع عشر من فبراير كي تحتفل بالحب كما يفعل الآخرون ، إذا أردت أن يكون الحب جميلا وبطعم لذيذ فلا تتردد في الاحتفال به في كل وقت ، وحتى إذا لم تكن تملك ثمن هدية بسيطة يكفي أن تنطق بكلمة واحدة من أحرف ثلاثة ، فهي وحدها تكفي كي تشتعل شعلة الحب وتبقى متقدة إلى الأبد . almassae.maktoobblog.com