نظمت المندوبية الجهوية للثقافة وجمعية أصدقاء الرياضة والثقافة، يوم الثلاثاء 16 يوليوز 2024 بالمركب الثقافي مديونة، ندوة بعنوان: "العلاقات المغربية الإفريقية جنوب جنوب"، من تأطير كل من الدكتور مصطفى الصمدي، الدكتور سالم تالحوت، الدكتور الحسن أيت بلعيد، الأستاذ Abdoulaye Diop رئيس فدرالية Fasam والدكتور عادل وكيل.
وجاء اختيار الموضوع تماشيا والسياسة الملكية الداعية للعمل على تعزيز العلاقات مع دول الجوار في مختلف القطاعات. إذ تُعد العلاقات المغربية الإفريقية إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للمملكة المغربية، فبفضل الرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً في العقود الأخيرة،وهو ما تعكسه الدبلوماسية الدينية للمملكة المغربية، المناهج الدراسية، وسياسات الهجرة الرامية لتعزيز الروابط مع دول الجوار.
فلسفة الملك محمد السادس في توطيد العلاقات المغربية الإفريقية
منذ اعتلائه العرش، جعل جلالة الملك محمد السادس تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية أولوية في السياسة الخارجية للمملكة. هذه الفلسفة تعتمد على مبادئ الشراكة المتكافئة، والتعاون الاقتصادي، والاحترام المتبادل بين الشعوب،فقد قام جلالة الملك بالعديد من الزيارات الرسمية إلى دول إفريقية، وقّع خلالها العديد من الاتفاقيات التي تغطي مجالات متنوعة مثل الاقتصاد، الزراعة، التعليم، والبنية التحتية.
الدبلوماسية الدينية للمملكة المغربية
الدبلوماسية الدينية تشكل جزءًا لا يتجزأ من السياسة المغربية تجاه أفريقيا،حيث يدافع المغرب عن الإسلام المعتدل الذي يُروَّج له عبر المؤسسات الدينية مثل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. هذه المؤسسة تهدف إلى تعزيز التعاون الديني بين المغرب والدول الأفريقية من خلال تنظيم دورات تدريبية للعلماء والأئمة الأفارقة، وتعزيز التعليم الديني المعتدل الذي يواجه التطرف والتعصب،علاوة على تدشين مساجد في مختلف دول القارة السمراء،ودعم الزوايا الصوفية التي تعمل على صيانة الأمن الروحي للشعوب الإفريقية ونشر القيم السمحة.
التعليم ودوره في تعزيز العلاقات المغربية الأفريقية
يعتبر التعليم أداة قوية لتعزيز العلاقات المغربية الأفريقية. يستقبل المغرب آلاف الطلاب الأفارقة في جامعاته ومعاهده. جامعة القرويين والجامعة الدولية بالرباط وغيرها من المؤسسات التعليمية توفر منحاً دراسية للطلاب الأفارقة، مما يعزز التبادل الثقافي والفكري بين المغرب وهذه الدول. هذا الاستثمار في التعليم يُعتبر استثمارًا في المستقبل، حيث يعود هؤلاء الطلاب إلى بلدانهم كسفراء غير رسميين للمغرب، ويعززون من الروابط الثقافية والاقتصادية بين الدول.
الدارالبيضاء، كأكبر مدينة في المغرب، تعد نموذجاً مهماً لاستقبال واندماج المهاجرين الأفارقة. المدينة شهدت تدفقاً كبيراً للمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء،مما جعل الحكومة المغربية تتبع سياسة انفتاح ودمج، حيث قدمت خدمات متعددة لهؤلاء المهاجرين مثل الصحة، والتعليم، والتدريب المهني،ووجود جالية أفريقية كبيرة في الدارالبيضاء أسهم في إثراء النسيج الاجتماعي والثقافي للمدينة.
في ذات الموضوع، خلصت دراسة ميدانية قام بها خبير قضايا الهجرة الدكتور عادل وكيل،إلى أن أكثر من 70 في المئة من المهاجرين يرغبون بالاستقرار في المغرب ولا يفكرون في العودة إلى بلدانهم الأصلية،معظمهم شباب أقل من 30 سنة،اختاروا المملكة لما تعرفه من استقرار.
يذكر أن العلاقات المغربية الأفريقية، تتسم بالقوة والعمق بفضل الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس. من خلال الدبلوماسية الدينية، والاستثمار في التعليم، وسياسات الهجرة المنفتحة، يسعى المغرب لتعزيز الروابط مع دول أفريقيا.