شكل موضوع السياسة الإفريقية للمغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والجهود التي تقوم بها المملكة لتنمية القارة وتعزيز التعاون جنوب- جنوب، محور ندوة نظمت مساء أمس الجمعة بمراكش. وأكد المشاركون في هذا اللقاء، المنظم في إطار الدورة التاسعة ل"أمسية جوائز أفريكانيتي"، بمبادرة من مؤسسة "إم. بي .كا ميديا بنك" بشراكة مع مركز التنمية لجهة تانسيفت، والذي أطره رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية جواد كردودي، إلى جانب عدد من المتدخلين، على نجاعة واستدامة هذه السياسة الملكية التي أرست دعائم التعاون جنوب – جنوب المتين والمثمر، والهادفة إلى تحقيق اقلاع شامل بالقارة الإفريقية وازدهار شعوبها. وفي هذا الصدد، أشار الكردودي إلى العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بباقي بلدان افريقيا، بالإضافة إلى الدور الفعال الذي اضطلع به المغفور لهما جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني، لتنمية افريقيا، مبرزا أن هذه العلاقات العريقة عرفت دينامية قوية على مختلف الأصعدة في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وذكر الكردودي بالزيارات المتعددة التي قام بها جلالته منذ سنة 2000 لإفريقيا جنوب الصحراء، مضيفا أن المملكة وقعت أزيد من 600 اتفاقية وأنجزت استثمارات كبيرة في البلدان الإفريقية التي شملتها هذه الزيارات. وأبرز أنه بفضل الأنشطة التي تقوم بها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل تطوير علاقات الشراكة المغربية الإفريقية في مختلف القطاعات ( الأبناك، التأمين، الصيدلة، الأسمدة، وغيرها)، وتعزيز التعاون جنوب – جنوب المتعدد الأطراف، أصبح المغرب المستثمر الإفريقي الأول بغرب إفريقيا، وثاني مستثمر إفريقي بإفريقيا جنوب الصحراء. ولدى تطرقه للبعد الروحي والروابط الدينية التي تجمع المغرب بالبلدان الإفريقية جنوب الصحراء، سلط السيد الكردودي الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه، منذ احداثه، معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الذي يستقبل المئات من الطلبة الأفارقة، من أجل محاربة التطرف الديني والنهوض بالاسلام المعتدل والوسطي، مشيرا إلى أن المملكة تستقبل أيضا، الآلاف من الطلبة الأفارقة الذين يتابعون دراستهم في المؤسسات والجامعات المغربية. وأكد رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية على أهمية مساهمة المغرب في استتباب السلم بافريقيا، من خلال مشاركته في عدة مهام لارساء السلم، بالإضافة إلى التضامن الذي تبديه المملكة نحو البلدان الإفريقية الشقيقة عند حدوث الكوارث الطبيعية، عبر تقديم مساعدات لها. كما أكد الكردودي على الجهود الكبيرة المبذولة من قبل المغرب في إطار سياسته الجديدة في مجال الهجرة والتي مكنت من تسوية وضعية عشرات الآلاف من المهاجرين ، وكذا المساعدة التي ما فتئ يقدمها لتحسين الحكامة بالبلدان الإفريقية. وشدد من جهة أخرى ، على الدور البارز الذي يلعبه المغرب في ميدان مكافحة التغيرات المناخية وتنمية الطاقات المتجددة ، مذكرا بالنجاح الباهر الذي حققته قمة المناخ "كوب 22" التي نظمت بمراكش والتي لم تذخر المملكة خلالها أي جهد في الدفاع عن قضايا ومصالح الشعوب الإفريقية. من جانبه، نوه سفير غينيا بالمغرب أبو بكار ديون، عاليا بريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس " المدافع عن القارة الإفريقية "، معبرا باسم الرئيس والشعبي الغينيين عن أحر تشكراته وعميق امتناه للجهود الكبيرة والأعمال والمبادرات المنجزة بقيادة صاحب الجلالة في سبيل تطور وازدهار إفريقيا. وأكد الدبلوماسي الغيني أن صاحب الجلالة يوفق بشكل "مثير للإعجاب " بين دوره كمدافع عن القارة ومبادر لارساء شراكة "مبتكرة وخلاقة" بين المغرب والدول الإفريقية وتعزيز تعاون جنوب -جنوب تضامني يعود بالنفع على الجميع. كما أشاد بسياسة المغرب في مجال الهجرة والتي مكنت من تسوية وضعية آلاف من المهاجرين الأفارقة ، مضيفا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يعتبر رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة. وبعد أن ذكر بالعلاقات القائمة والروابط العميقة بين المغرب وباقي افريقيا وكذا الأعمال التي قام بها جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني لفائدة إفريقيا ، سلط السيد ديون الضوء على الانخراط الدائم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تطور البلدان الإفريقية والدفاع عن قضايا الشعوب الإفريقية. من جهة أخرى ، جدد المسؤول الغيني دعم بلاده لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية للمملكة ، مبرزا المنجزات الهامة التي تحققت بهذا البلد الشقيق وكذا بنموذج الجهوية المتقدمة الذي تبنته المملكة. من جهته ، أبرز انيرافكيمار سيتاريا من سفارة الهند بالرباط ، الجهود المتميزة التي تقوم بها المملكة باعتبارها أرضا للسلم والاستقرار ، من أجل افريقيا وتعزيز التعاون جنوب – جنوب ، منوها بالعلاقات الممتازة التي تربط المغرب والهند وبمستوى التعاون الرفيع بين البلدين. وأشار إلى أن افريقيا تثير اهتمام القوى الاقتصادية العالمية الكبرى وضمنها الهند التي لا تتوانى في العمل على تعزيز التعاون وتوسيع الشراكة الاستراتيجية الإفريقية الهندية من خلال على الخصوص ، القمة الهندية الإفريقية والاستثمارات الهامة التي تقوم بها نيودلهي بالدول الإفريقية والتي تقدر بمليارات الدولارات. وأكد في هذا الصدد ، على ضرورة تعزيز التعاون وتوحيد الجهود بين المغرب والهند على المستوى الإفريقي من أجل ارساء تعاون ثلاثي ناجع وفعال ومثمر. وتميز هذا اللقاء بحضور العديد من الشخصيات الإفريقية وكذا شباب رواد بالمجتمع المدني ينحدرون من ثلاثين دولة إفريقية ملتئمين في إطار الدورة ال15 لجامعة الشباب الرائد في المجتمع المدني الإفريقي ، المقامة بمبادرة من مركز التنمية لجهة تانسيفت ما بين 13 و 15 شتنبر الجاري تحت شعار "أي دور يجب أن يضطلع به الشباب للمساهمة في تحول إفريقيا ".