نفى خليل الحية نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، ما رددته أوساط إسرائيلية عن مقتل قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف في الهجوم الذي وقع يوم السبت بمنطقة المواصي جنوبي القطاع، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يأمل إعلان نصر زائف. وأضاف الحية في مقابلة مع "الجزيرة"، "أقول لنتنياهو إن محمد الضيف يسمعك الآن ويستهزئ بأكاذيبك"، مؤكدا أن نتنياهو يحاول من خلال هذه العمليات إفشال مفاوضات تبادل الأسرى ووقف الحرب وإحراج الوسطاء.
وشدد على أن نتنياهو "يعاني في غزة منذ 10 أشهر، وأنه "يبحث عن أي نصر قبل الذهاب إلى الكونغرس الأميركي هذا الشهر"، مجددا تأكيده على أن الحركة "لن تقبل بشيء يفرضه عليها نتنياهو".
وقال الحية إن حماس "تأمل من الجميع وفي مقدمتهم الوسطاء إعلانهم بأن نتنياهو "يتلاعب بمصير المنطقة كلها"، مشيرا إلى أن الوسطاء "غاضبون مما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي".
وأضاف أن الوسطاء ينتظرون رده على ما تم التوصل إليه في جولة المفاوضات الأخيرة بشأن القضايا المتبقية، مؤكدا أنها "ليست كبيرة"، وأن التوصل لصفقة جادة "متوقف على قرار نتنياهو".
وقال الحية إن "من يقارن بين حديث الرئيس الأميركي جو بايدن وحديث نتنياهو يدرك تماما أن الأخير لا يريد استعادة الأسرى ولا التوصل لاتفاق"، مؤكدا أن ما يصل إلى ثلثي الأسرى الإسرائيليين المتبقين في القطاع قتلوا في الغارات الإسرائيلية، وأن المقاومة "لن تقبل إلا بوقف كامل للعدوان وتحقيق صفقة جادة وعادلة".
كما أكد القيادي في حماس، أن كل الخيارات مفتوحة بما فيها وقف المفاوضات، مشيرا إلى أن الحركة "لن تعطي نتنياهو ما يريد، ولن تمنحه فرصة تحميلها مسؤولية فشل المفاوضات وستجبره على تسليم رد للوسطاء".
وأضاف "سنقاتل بكل الطرق عن شعبنا وعن حريتنا والفصائل تدافع بقوة وبسالة عن شعبها الصامد الصابر، ولدينا قيادة تدير عملها بما يحقق مصالح شعبها، وسنواصل العمل بكل قوة وجرأة ومسؤولية حتى وقف هذا العدوان".
واعتبر الحية أن إشادة الوسطاء بموقف حماس من المقترح الأخير، وثناء الجانب الأميركي عليه وحديث بعض الإسرائيليين عن أنه فتح الطريق أمام التوصل لاتفاق، "دليل على أن المقاومة تتعامل بمسؤولية وأنها معنية بإبرام صفقة بينما نتنياهو في أزمة ومحشور في الزاوية".
وجدد التأكيد على أن العائق الوحيد أمام التوصل لصفقة هو "عدم رغبة نتنياهو"، مؤكدا أن الوسطاء قالوا إنهم سيعلنون موقفهم من المفاوضات بعد وصول رد حكومة الاحتلال على ما تم الاتفاق عليه في الجولة الأخيرة من المفاوضات.
وأشار إلى أن المفاوضات تدور بوضوح حول الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع ووقف العدوان بشكل تام وعودة النازحين إلى مناطقهم مع تبادل جاد للأسرى من الجانبين.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال استهداف الضيف وأحد مساعديه في الهجوم الذي استهدف خياما للنازحين في منطقة المواصي بخان يونس، وأدى لسقوط مئات الشهداء والجرحى.