في محاولة لتبرير ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو يحمل في يده خريطة المغرب من دون صحرائه، خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي، حسن كعبية، ليقول إن الأمر يتعلق ب"خطأ غير مقصود"، معلنا عن "اعتذاره عن هذا الخطأ التقني".
غير أن هذا التبرير، لا يمكن أن يقنع أي أحد خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يستفز فيها نتنياهو المغاربة، حيث سبق له الظهور أثناء استقباله رئيسة وزراء إيطالياجورجيا ميلوني في مكتبه وخلفه خريطة المغرب مبتورة من صحرائه.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس سلمان بونعمان، قال إن "خريطة المغرب المبتورة في صورة نتنياهو المشينة لا يمكن أن تكون مجرد خطأ غير مقصود لاسيما وهي تتكرر للمرة الثانية".
واعتبر بونعمان، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "إذا كان الأمر يتعلق بأوراق ضغط أو استفزاز أو ابتزاز، فإن لكل سلوك سياسي كلفته وتأثيره على مسار العلاقات بين الدول"، مؤكدا في الوقت ذاته، أن "الرهان الاستراتيجي على الكيان المحتل فهو ضرب من الوهم".
ويرى بونعمان، أن "هذه الصورة المشينة، ربما تكون شكلا من أشكال الرد على التصعيد الأخير الذي اتخذه الموقف المغربي الحازم في خطابه الرسمي من الهجمات الإسرائيلية على غزة ورفح".
وتابع أن الموقف المغربي "تحدث عن العدوان الإسرائيلي السافر واعتبر الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وصمة عار على جبين الإنسانية، كما أبدى المغرب احتجاجه الشديد من ارتفاع وتيرة الاعتداءات الممنهجة من طرف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، بإيعاز من مسؤولين إسرائيليين".
وبعد أن أوضح أن "من الثوابت الرئيسية لسياسة الملك محمد السادس منذ منتصف العقد الماضي، القطع مع الازدواجية في المواقف والتردد في موضوع الصحراء المغربية"، أكد بونعمان، أن "المغرب اختار دوما في علاقاته الدولية ومع شركائه طلب الوضوح في قضيته الوطنية"، مردفا: "وقد تابعنا كيف كان الموقف مع كل من فرنسا وإسبانيا وألمانيا والسويد وهي دول لها وزنها في النظام الدولي".
وسجل بونعمان، أن "غضب المغاربة في شبكات التواصل الاجتماعي، تأكيد للموقف الشعبي الثابت من حيث رفضهم للتطبيع ومناهضتهم له ودعمهم للمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "ما يؤكد ذلك هو التعبيرات الاحتجاجية والتضامنية والمسيرات المليونية من أجل فلسطين، إذ لا يرون حاجة للبحث عن اعتراف إسرائيلي بمغربية الصحراء، لأن الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه".
يذكر أن ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، وهو يحمل في يده خريطة المغرب من دون صحرائه، أثار غضب المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا أن "الصحراء مغربية وليست في حاجة لاعتراف كيان مجرم يقتل الأطفال والنساء".