وصفت حركة صحراويون من أجل السلام عملية القصف التي شنها الجيش الجزائري في حق صحراويين من محتجزي مخيمات تندوف ب"المجرزة"، بسبب لجوء هؤلاء الضحايا إلى أماكن محددة داخل الإقليم بهدف التنقيب. ونقلا عن حركة صحراويون من أجل السلام، أكدت صحيفة "أتالايار" الإسبانية أن عدد من الأشخاص لقوا حتفهم جراء هذا القصف، الذي استخدمت فيه الجزائر، لأول مرة، طائرة بدون طيار "درون"، مضيفة أن "العدد قد يصل إلى 14 بين قتيل وجريح".
ونددت حركة صحراويون من أجل السلام، بهذا القصف العدواني على مدنيين من طرف الجيش الجزائري، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم الجيش الجزائري بتصفية صحراويي مخيمات تندوف، آخرها كان مقتل 3 أشخاص على يد الجيش الجزائري في أبريل الماضي.
في هذا الإطار، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن "الجيش الجزائري استعمل القوة العسكرية مع المدنيين العزل، وهذا يؤشر على تراهن الأجهزة الأمنية للبوليساريو وفشل الدور الوظيفي الذي تقدمه الجبهة والمتمثل في ممارسة الاحتجاز على قاطنة تندوف".
وأضاف عبد الفتاح، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "الجزائر لجأت إلى تطويق المخيمات الموجودة بتندوف وأيضا فرض الحصار والاحتجاز بقوة السلاح على قاطنة هذه المنطقة، وأن تكرار حوادث القتل والتصفية في حق هؤلاء المدنيين يعكس استهتار الجيش الجزائري وأيضا وجود نية مبيتة لتصفية الحسابات مع الشباب واجبارهم على التجنيد".
وتابع المتحدث عينه أنه "ما يميز حادث القتل في صفوف مخيمات تندوف هو استمرار الهجوم العسكري عليهم تجاوز عدة ساعات في عدة مواقع، ومن بينها مواقع التي يوجد فيها المنقبين ومحطات استراحة هؤلاء العاملين، لكن الأخطر قصف العربات التي كانت تنقل الجرحى من أجل تلقي العلاجات الضرورية".
وأردف رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان أن"لجوء قاطني شباب ساكنة تندوف من قبيل التنقيب والتهريب المعيشي للمحروقات يأتي نتيجة الحصار الذي تعيشه المنطقة سواء من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وأيضا منع المبادرات الخاصة والحقوق المشروعة".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "هذا الاستهداف المتكرر في حق ممتهني هذه الأنشطة المعيشية مرده إلى محاولة مسؤولي الجيش الجزائري في قطاع الثالث في تندوف احتكار هذه الأنشطة المعيشية التي يلجأ إليها شباب مخيمات تندوف".