لا تزال شكايات ساكنة منطقة الهراويين الشمالية والجنوبية تتقاطر على طاولة رئيس مجلس الجماعة، والذي يواجَه بانتقادات لاذعة من طرف فاعلين ومهتمين بالشأن المحلي بالدائرة. ويشتكي قاطنو منطقة الهراويين من "شبه غياب وسائل النقل وخاصة الرابطة بين المنطقة المذكورة ودائرة تيط مليل، إضافة إلى تعاظم ظاهرة إنتشار الكلاب الضالة وغياب الإنارة العمومية وتكاثر الأزبال والنفايات التي عجز الرئيس الحالي على حلحلتها، زيادة إلى انعدام المساحات الخضراء والمشاريع الصناعية التي تؤهل أبناء المنطقة من أجل التغلب على البطالة".
جماعة خارجة عن التغطية
محمد النياجي، فاعل جمعوي، وقاطن بمنطقة الهراويين، يقول إن "منطقة الهراويين سواء الشمالية أو الجنوبية تعيش مجموعة من المشاكل التي تجعلها في عزلة عن باقي المناطق الموجودة داخل نفوذ الدارالبيضاء، ومن بين هذه المشاكل تكاثر الأزبال والنفايات وتدهور البنيات التحتية والإنارة".
وأضاف النياجي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "المنطقة تشهد عزلة خطيرة حيث تغيب عليها أبسط وسائل العيش الكريم، وحتى الأسواق النموذجية التي أصبحت منتشرة في كل أرجاء العاصمة الاقتصادية غير متوفرة في الهراويين"، مضيفا أنه من "الظواهر التي تثير غضب الساكنة هي كثرة الحيونات وعلى رأسها المواشي والدواب وأيضا الكلاب الضالة".
وتابع المتحدث عينه أن "غياب المساحات الخضراء أمر غير مفهوم بالهراويين، لأنه يجب على الأقل التوفر على مساحات كمتنفس للساكنة التي تعيش على وقع الضيق وغياب الأماكن من أجل التسلية والترفيه".
وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن "مجلس جماعة الهراويين خارج عن التغطية، والحركة الوحيدة التي يعرفها المجلس هو تغيير الرؤساء دون تحقيق المنفعة العامة"، مؤكدا على أن "وسائل النقل هي الاشكال المقلق والكبير الذي يزعج المواطنين القاطنين بالمنطقة"، مشيرا إلى أنه "هناك عزلة بين الهراويين وتيط مليل بسبب عدم وجود الحافلات".
وأردف أيضا أن "الساكنة تطالب فقط بتوفير الشروط الضرورية للعيش الكريم، لأنه حتى المناطق الصناعية والأماكن التي من الممكن أن توفر القوت اليومي غير موجودة، وأن المجلس لم يقدم أي خدمة منذ توليه المسؤولية الجماعية".
المسؤولية يتحملها الرئيس
من جهته، انتقد عبد الغني الورديغي، طالب باحث ومهتم بالشأن المحلي بجماعة الهراويين، "الأوضاع التي آلت إليها جماعة الهراويين"، محملا "المسؤولية بالدرجة الأولى لرئيسها"، ومعتبرا أن "ذلك راجع إلى تغليب المصلحة الخاصة على مصلحة الساكنة".
وأضاف الورديغي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "الرئيس لم يف بوعوده الإنتخابية الأمر الذي ساهم في تردي الأوضاع وأيضا عدم القيام بأبسط الخدمات كالخدمات الإجتماعية والتي تدخل في صلب إختصاصات الجماعة من بينها النظافة والإنارة العمومية وظاهرة الكلاب الضالة وغيرها من الإختلالات".
"هناك غياب تام للمرافق العمومية بالهراويين القديمة (الصفيح) الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات أهمها هل الهراويين منطقة معزولة عن المغرب؟"، يقول المتحدث، مؤكدا على أن "الهراويين تعيش انتكاسة على مستوى الفاعلين السياسيين سواء تعلق الأمر بالمعارضة أو الأغلبية الشيء الذي يدعو إلى تدخل سلطات الوصاية من أجل إيجاد حل سريع لاحتواء الأزمة".