في الوقت الذي يرتقب أن تنظم القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، بشكل مشترك، من 20 إلى 31 ماي الجاري، الدورة ال20 من تمرين "الأسد الإفريقي"، وذلك على مستوى بنجرير، وأكادير، وطانطان، وأقا، وتفنيت، تزداد هواجس وتخوفات وغضب النظام العسكري الحاكم بالجزائر من هذا التمرين العسكري الأكبر داخل القارة الإفريقية من ناحية تعدد الجنسيات.
عبد القادر بن قرينة، رئيس حزب "حركة البناء" في الجزائر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى حظر التمرين العسكري "الأسد الإفريقي 2024" الذي ينظمه المغرب والولايات المتحدة، مبررا ذلك بأن "هذه المناورات تشكل عدوانا غير مشروع على الأراضي التابعة لسيادة الصحراء"، على حد تعبيره.
واعتبر بن قرينة، المقرب من النظام الحاكم بالجزائر، في تصريحات صحفية، أن "هذه العمليات تعد انتهاكا لمبدأ تقرير المصير الذي تشرف عليه الأممالمتحدة"، موجها نداء إلى الدول المشاركة في نسخة 2024 من "الأسد الإفريقي" ل "الامتناع" عن المشاركة.
غير أن هذا النداء يبقى مجرد "نفخ في قربة مثقوبة" على اعتبار أن مناورات الأسد الإفريقي وصلت هذه السنة نسختها ال 20، كما أنها ستعرف هذه السنة مشاركة نحو 7000 عنصر من القوات المسلحة من حوالي عشرين دولة بالإضافة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلى جانب القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية.
هذا، ويضم برنامج تمرين "الأسد الإفريقي 2024′′، حسب بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، عدة أنشطة، تشمل تدريبات تكتيكية برية وبحرية وجوية مشتركة، ليلا ونهارا، وتمرينا للقوات الخاصة، وعمليات للقوات المحمولة جوا، فضلا عن تمرين للتخطيط العملياتي لفائدة أطر هيئات الأركان ب"فريق العمل" "Task Force".
كما يتضمن برنامج الدورة ال20 تكوينات أكاديمية استعدادا للتمرين، والتدريب على مكافحة أسلحة الدمار الشامل، إلى جانب مجموعة من الخدمات الطبية والجراحية والاجتماعية يقدمها مستشفى عسكري ميداني لفائدة سكان منطقة أقا.
وحسب بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، يعد تمرين "الأسد الإفريقي 2024′′، من خلال إسهامه في تعزيز قابلية التشغيل المشترك العملياتي، والتقني والإجرائي بين الجيوش المشاركة، أكبر مناورة تُجرى في إفريقيا، وملتقى هاما تتبادل فيه الأطر العسكرية المعلومات والإجراءات والخبرات، لا سيما في مجالي التكوين والتدريب المشترك.
وشدد المصدر على أن هذه الدورة العشرين تؤكد استدامة التعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، انسجاما مع الروابط التاريخية المتينة القائمة بين البلدين.