تحت عنوان: "تراجع غربي كارثي في منطقة الساحل"، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها إن مغادرة القوات الأمريكيةالنيجر، الذي طالب به المجلس العسكري الحاكم، يؤكد "وجود اتجاه قوي نحو طرد الغربيين، مهندسته روسيا، التي تأخذ مكانهم في منطقة الساحل".
وأضافت الصحيفة الفرنسية، أنه بعد سبعة أشهر من المطالبة برحيل 1500 جندي فرنسي متمركزين في النيجر، والذين غادر آخرهم نهاية دجنبر 2023، جاء الدور على القوات الأمريكية لتحزم أمتعتها، بناء على طلب المجلس العسكري الحاكم في نيامي.
وأوضحت أن الولاياتالمتحدة تحتفظ بقوة قوامها نحو 1100 رجل في النيجر في قاعدتين، أكبرهما في أغاديز شمال البلاد، وكانت بمثابة منصة إقليمية للطائرات بدون طيار في الحرب ضد الإرهاب، حيث تم إنشاء هذه القاعدة قبل ست سنوات بتكلفة 110 ملايين دولار، مشيرة إلى أنه تم طرد السفير الفرنسي والجنود الفرنسيين من النيجر بعد الانقلاب، الذي أطاح، في يوليوز 2023، بالرئيس المنتخب ديمقراطيا، محمد بازوم، لكن الأمريكيين كانوا يأملون في أن يتمكنوا من مواصلة نشاطهم هناك.
وسجلت "لوموند"، أنه لم يتم بعد توضيح مصير القاعدة الأمريكية في أغاديز، ولا مصير عدة مئات من الجنود الألمان والإيطاليين الذين ما زالوا هناك. لكن الإشارة التي قدمها وصول مائة "مدرب" روسي من الفيلق الأفريقي، خليفة ميليشيات فاغنر، الأسبوع الماضي إلى نيامي، كانت واضحة بما فيه الكفاية: السلطات العسكرية الجديدة التي استولت على السلطة بفضل الانقلابات في مالي، بوركينا فاسو ثم النيجر، الواحدة تلو الأخرى، يبايعون موسكو ويطردون الغربيين من منطقة الساحل.
وخلصت "لوموند" إلى أن هناك شيئا واحدا مؤكدا: مثل ليبيا، أصبح هذا الجزء من أفريقيا ملعبا للقوى الأجنبية، وفي المقام الأول روسيا، التي تضمن أمن الأنظمة الانقلابية وتنظم حملات تضليل ضخمة تؤدي إلى الإطاحة بالقوات الغربية، تقول "لوموند"، معتبرة أن ذلك يعد "توجها خطيرا أدركه الأمريكيون والأوروبيون بعد فوات الأوان، دون أن يعرفوا كيف يردون عليه".