بدا الخطاب الجزائري الأخير يركن إلى المهادنة مع المغرب، حيث صدرت ثلاث إشارات سياسية تنحاز إلى الإيجابية وأقرب إلى المعنى التصالحي، من خلال حديث الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبّون، في اخر خروج إعلامي له، بأن "الباب المفتوح لجيراننا في الغرب" (يقصد المغرب)، وقد كرّرها مرّتين، للانضمام إلى مبادرة اللقاءات وكيان التنسيق المغاربي الجديد.
وبخصوص ملف الصحراء المغربية الذي يقع في قلب التوتر بين البلدين، طان لافتا رفض الرئيس الجزائري الخوض في قضية النزاع في الصحراء، وقال إنه لا يريد الحديث عن مزيدٍ من "التشرذم العربي".
اللغة السياسية الجزائرية المائلة نحو المهادنة والتصالح، ظهرت جليا في وصف وزير الخارجية، أحمد عطاف، قرار المغرب بشأن أنزع الممتلكات التابعة لسفارة الجزائر في الرباط بأنه "قرار نعتبره لائقاً"، إذ نادراً ما تصدُر تعبيرات بهذا المنحى الإيجابي بين البلدين، خصوصاً منذ قطع العلاقات في غشت 2021.
كما جرى خلال مارس الماضي، فتح معبر "زوج بغال" الحدودي الفاصل بين الجزائر والمغرب بشكل استثنائي، بغرض تسليم جثمان شاب مغربي (29 عاما) كان قد قضى في الأراضي الجزائرية.
كانت الجزائر قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021، متهمة الرباط ب "أعمال عدائية"، وهو قرار اعتبرته المملكة "غير مبرر إطلاقا".
وفي أكتوبر من العام نفسه، أوقفت الجزائر تدفق الغاز عبر أنابيب إلى إسبانيا كانت تمر عبر الأراضي المغربية في شمال البلاد. وفي وقت لاحق منعت الطائرات المغربية من عبور المجال الجوي الجزائري.
وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين وسط تراشق إعلامي وحرب كلامية بين البلدين. وفي مارس 2023، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن القطيعة بين البلدين وصلت إلى نقطة اللاعودة.