في تفاعله مع جدل الساعة الإضافية "غير القانونية" التي تفرضها الحكومة للسنة السادسة على التوالي، أكد حسن الشطيبي أخصائي وباحث في علم الأعصاب المعرفي ورئيس جمعية حماية المستهلك، أن تأثير تغيير الوقت على الصحة ثابت في كثير من المقالات والأبحاث العلمية الحديثة.
وأضاف الشطيبي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن من بين عواقب تغير الوقت على الصحة، اضطراب النوم، حيث إن الوقت الجديد -حسب الأبحاث العلمية المعاصرة- يؤثر بشكل كبير في بداية الأمر على الإيقاع البيولوجي لأعضاء أجسامنا .
وأوضح أن التأثير الرئيسي لتغير الوقت على الصحة هو اضطراب النوم، إذ يمكن أن يؤدي إلى تعطيل إيقاع الساعة البيولوجية، مبينا أنه في الأيام القليلة الأولى يجد الجسم صعوبة في التأقلم مع التوقيت الجديد، ليستمر هذا الاضطراب بضعة أيام ريثما يتكيف الإيقاع البيولوجي مع التوقيت الجديد.
وأفاد الشطيبي، أن اضطراب الإيقاعات البيولوجية هو رد فعل فيزيولوجي، عصبي، نفسي وسلوكي على تغيير الوقت، وذلك من خلال تغيير بعض الوظائف والإفرازات التي تقوم بها أعضاء جسمنا من قبيل انخفاض التركيز وعدم القدرة على العمل وارتفاع التوتر.
وتابع أنه جراء ذلك، قد يكون إنجاز المهام اليومية في حياتنا الشخصية أو المهنية، أكثر صعوبة من المعتاد، مشيرا إلى أن هناك زيادة واضحة في حوادث السير على الطرق وحوادث العمل في الأسبوع التالي لتغيير التوقيت.
ونبه الشطيبي، إلى أن اضطراب النوم والتعب يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية، إذ قد يشعر بعض الأشخاص بمزيد من الانفعال، ويقل صبرهم، مع انخفاض الروح المعنوية خلال الفترة الانتقالية الزمنية.
كما أن تغيير التوقيت يؤدي إلى اضطراب الشهية، حسب الشطيبي، الذي أوضح أن تغيير إيقاعنا البيولوجي لمدة ساعة واحدة، تصبح معه معدتنا غير متزامنة مع أوقات الوجبات المعتادة، وبالتالي يمكن أن تضطرب الشهية، مشيرا إلى أن بعض الناس لن يشعروا بالجوع لتناول الإفطار أو الغداء أو العشاء، ولكنهم سيعانون من الرغبة الشديدة في تناول الطعام في أوقات غير عادية من اليوم.
وسجل الشطيبي، أت آثار تغير الوقت ليست هي نفسها بالنسبة للجميع، إذ تختلف تداعيات تغيير الوقت من شخص إلى آخر وخاصة من فئة عمرية إلى أخرى، مبينا أن الأطفال الصغار وكبار السن يعانون من تغير الوقت أكثر من البالغين أو المراهقين.
وأشار الشطيبي، إلى أنه تم تبني مبدأ تغير الزمن بعد أزمة النفط في السبعينيات من القرن الماضي من طرف الدول الأوروبية من أجل تقليل الإضاءة وتتوفير الطاقة عندما ارتفعت أسعار الطاقة، وبذلك يفقد الإنسان ساعة من النوم، مما قد يؤثر سلبا على صحته.