وسط أجواء مشحونة، تأخر افتتاح معرض باريس الدولي للزراعة صباح اليوم السبت، في مركز المعارض "بورت دو فرساي"، في ظل سياق يشهد غضب المزارعين في فرنسا وبلدان أوروبية بشأن التكاليف والبيروقراطية واللوائح البيئية.
ووسط أجواء من التوتر، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المعرض، قبل ساعة من افتتاحه الرسمي، للقاء النقابات العمالية، لكن عشرات المتظاهرين الغاضبين من الحضور الغفير لرجال الأمن اقتحموا بوابة دخول المبنى مبكرا، قبل أن تندلع اشتباكات بين المزارعين ورجال الأمن داخل المعرض، أثناء بحثهم عن رئيس الجمهورية في الممرات.
وفي الوقت الذي كان المزارعون يتشاجرون مع رجال الشرطة، حيث تم تبادل الضربات وسط الصفارات وصيحات الاستهجان كانت تصم الآذان، كان الرئيس ماكرون في مكان آخر في مركز المعارض، آمنا، حول طاولة للقاء المسؤولين النقابيين.
هذه الأجواء المشحونة بالتوتر، دفعت الرئيس ماكرون إلى إلغاء "النقاش الكبير" الذي كان يريد أن يعقده اليوم في قلب المعرض مع المزارعين وشركات تصنيع الأغذية وتجار التجزئة. لكن ممثل أكبر نقابة زراعية في البلاد أعلن عن مقاطعة هذا النقاش، وذلك لعدة أسباب، بما فيها دعوة حركة مدافعة عن البيئة إليه. وهي حركة يعتبرها العديد من المزارعين "حركة معادية".
ويحتج المزارعون في فرنسا وفي جميع أنحاء أوروبا في منذ أيام، للمطالبة بدخل أفضل والحد من البيروقراطية. كما أنهم يشكون من المنافسة "غير العادلة" من السلع الغذائية الأوكرانية، التي حصلت على إعفاء من الرسوم الجمركية، من قبل الاتحاد الأوروبي، لدعم أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها.