يبدو أن الدفء يعود تدريجيا إلى العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس، بعد فتور لافت وتوتر طبعا العامين الماضيين وكادا يتحولان إلى قطيعة؛ إذ كشف قصر "الإليزيه" أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا مع الملك محمد السادس.
وفي الواقع لم يكشف القصر الرئاسي الفرنسي عن تاريخ أو مضمون المحادثة الهاتفية بين الرئيس الفرنسي والعاهل المغربي، لكن يرجح أن تكون قد تزامنت مع الاستقبال الذي خصت به عقيلة ساكن "الإليزيه" بريجيت ماكرون، شقيقات الملك الأميرات للا مريم وللا أسماء وللا حسناء، يوم الإثنين الفارط.
وكالة الأنباء المغربية الرسمية، أكدت بهذا الخصوص أن السيدة الأولى بفرنسا استقبلت الأميرات الثلاث وأقامت على شرفهن مأدبة غذاء، لافتة في قصاصة إلى أن تلك الخطوة جرت بتعليمات من الملك محمد السادس في إطار "استمرارية علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية"، لكن القصاصة لم تتطرق إلى أي اتصال هاتفي بين الملك والرئيس الفرنسي، غير أن وسائل إعلام فرنسية، من بينها لوباريزيان كشفت بالفعل حدوث ذلك.
الصحيفة الفرنسية المذكورة، نقلت أن ماكرون حرص خلال حفل الاستقبال الذي نظمته زوجته، على المجيء لتحية الأميرات المغربيات، مؤكدة أنه "أجرى مؤخرا اتصالا هاتفيا مع الملك محمد السادس"، ما يفتح الباب للتكهن بأن زيارة وشيكة للرئيس الفرنسي إلى المغرب باتت وشيكة لطي الأزمة ووضع خارطة طريق جديدة للعلاقات المستقبلية بين البلدين، خصوصا وأن بعض المسؤولين الفرنسيين مارسوا نوعا من النقد الذاتي تجاه بلدهم في علاقته بمستعمرته السابقة، من بينهم سفير فرنسا بالمغرب كريستوف لوكورتييه، الذي أكد أن مصير العلاقات بين الرباط وباريس يتوقف على مغادرة فرنسا ل"المنطقة الرمادية" بخصوص نزاع الصحراء.
لوكورتييه الذي كان يتحدث في لقاء نظمته كلية عين الشق بالدار البيضاء نهاية الأسبوع الفارط، كشف أن حوارا قائما مع الرباط حاليا، لكنه لم يعط أي تفاصيل إضافية بخصوص سقفه، غير أنه أشار إلى أن قضية الصحراء حاضرة في جدول أعماله، وذلك ضمن منطق الاستمرار في الشراكة القائمة منذ سنين وخلال العقود القادمة. وفق تعبيره، وقال السفير الفرنسي أمس الجمعة في لقاء بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين الشق بالدار البيضاء، إنه "سيكون من الوهم وعدم الاحترام الاعتقاد بإمكانية بناء مستقبل مشترك مع المغرب دون توضيح موقف فرنسا من قضية الصحراء".