GETTY IMAGES بشرى كربوبي عملها حماية القانون وإنفاذه. تستخدم صافرتها وأوراقها على أرض الملعب للحفاظ على النظام، لكن في وظيفتها اليومية، فإن الأصفاد هي الأداة الرئيسة. كربوبي حكمة كرة قدم دولية، وشرطية بمدينة مكناس شمال المغرب. تقول كربوبي لبي بي سي سبورت أفريقيا: "كوني شرطية فهذا يعني بالنسبة لي تطبيق العدالة". "كحكم، أنا من يطبق القانون وهذا أمر جيد ومربح للطرفين، لأنها وظيفتي وشغفي وهما مرتبطان ببعضهما البعض". كربوبي هي الحكمة الوحيدة من بين مسؤولات في المباريات في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 المقامة في ساحل العاج. في عام 2022، دخلت الرواندية سليمة موكانسانجا التاريخ عندما أصبحت أول امرأة تدير مباراة في كأس الأمم الأفريقية للرجال في الكاميرون. وضاهت كربوبي هذا الإنجاز الشهر الماضي، وقادت فريقاً مكوناً من مسؤولي كرة القدم من النساء فقط، عندما فازت نيجيريا على غينيا بيساو في دور المجموعات. بي بي سي 100 امرأة 2023: من هن الرائدات من المنطقة العربية على قائمة هذا العام؟ والدور المركزي الذي تلعبه كربوبي في البطولة الجارية يجعلها أول امرأة من شمال أفريقيا تحكّم في بطولة كأس الأمم الأفريقية للرجال. وتقول عن مشاركتها: "لدي مشاعر فياضة. إنه شرف لي ولعائلتي ولبلدي وللنساء الأفريقيات بشكل عام". وأضافت كربوبي، 36 عاماً، أن هويتها لا تتشكل فقط من وظيفتيها. "صحيح أنني في العمل ضابطة شرطة، وفي الملعب حكم. لكن في المنزل، أنا امرأة، أنا سيدة المنزل وأم لابنة". كسر الصورة النمطية GETTY IMAGES في صباها، أحبت كربوبي لعب كرة القدم لكنها توقفت بسبب عدم وجود كرة قدم للسيدات منظمة في ذلك الوقت. لذلك، قررت الخوض في إدارة المباريات حيث رأت المزيد من الفرص كحكم. واجهت كربوبي مقاومة من عائلتها في سعيها لتحقيق أحلامها، حيث قالت لهيئة الأممالمتحدة للمرأة العربية، عام 2021: "نشأت في بلدة محافظة صغيرة؛ لذلك، كان من الصعب على عائلتي أن تتقبل حقيقة أنني أريد مواصلة مسيرتي المهنية في الرياضة". كان إخوتها أكبر عقبة أمامها. ذات مرة عثروا على علم عملها كمساعدة للحكم ومزقوه، الأمر الذي أبكاها، لكنها قامت وأصلحت العلم الممزق وواصلت التدريب. لكن في عام 2007، شاهدها والدها وهي تحكّم مباراة للسيدات، ومنذ ذلك الحين حصلت على الدعم لمتابعة المسار الذي اختارته. وهي اليوم رائدة للمرأة العربية في هذا المجال. وإلى جانب كونها أول امرأة عربية تدير مباراة للرجال في عام 2020، تعد كربوبي أيضاً أول امرأة أفريقية تتأهل كحكم الفيديو المساعد (الفار) (VAR). والمغرب ومصر هما الدولتان الوحيدتان في أفريقيا اللتان طبقتا استخدام تقنية الفار بشكل كامل في الدوريات المحلية. "أنا محظوظة لكوني مغربية؛ فالمغرب أول دولة أفريقية تقدم تقنية الفار"، تشرح كربوبي عن دخولها في إدارة الفيديو. "تمكنت بعد ذلك من العمل كحكم فيديو مساعد في نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية للرجال 2021 وكان ذلك شرفًا لي". "هذا يعني أن النساء يمكن أن يعملن في جميع المجالات مثل الرجال. لقد ناضلنا دائماً لنكون مع الرجال. واستطعنا إظهار ذلك حيث وجدنا". كان أول دور تحكيمي دولي لكربوبي في كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2018 في غانا. ضابطة شرطة GETTY IMAGES الحكام الإناث في جميع أنحاء العالم يتركن بصمتهن على هذه اللعبة الجميلة. في عام 2022، أصبحت الفرنسية ستيفان فرابارت أول امرأة تدير بطولة كأس العالم للرجال، حيث تولت مسؤولية مباراة دور المجموعات بين كوستاريكا وألمانيا. وعلى الرغم من هذه الخطوات التي تم تحقيقها حتى الآن، تشعر كربوبي أنه لا يزال يتعين على النساء بذل جهد إضافي لإثبات كفاءتهن. وتوضح قائلة "صحيح أن النساء، للوصول إلى هذا المستوى، يجب عليهن العمل بجهد أكبر، فحتى نكون جاهزات لمباراة الرجال، يجب أن نكون لائقات بدنياً مثل الرجال". "بعد ذلك، الخبرة الفنية، التي يجب أن نمتلكها بالطبع، فيما يتعلق بقواعد اللعبة". "إذا ارتكب رجل أخطاء، سيقولون إنه رجل، إنه مجرد إنسان. لكن المرأة ستتعرض للانتقاد مرتين لأنها حكم أنثى". أما في بلادها المغرب، فتعمل كربوبي كمفتشة للشرطة وتتلقى الدعم من زملائها الذين لديهم فضول دائماً بشأن واجباتها في تحكيم كرة القدم. "لقد أبدوا لي بعض الملاحظات: لماذا لم تفعلي ذلك؟ لماذا فعلت ذلك؟ لماذا صفرت من أجل الحصول على ركلة جزاء؟ اشرحي لنا سبب البطاقة الحمراء، لكنهم يشجعونني بشكل دائم، وأنا أقدر دعمهم لي". وتعتقد كربوبي أن الوظيفتين يكملان بعضهما البعض. وأضافت "التحكيم ساعدني كثيراً لأكون ضابطة شرطة جيدة وعملي كضابطة شرطة ساعدني في الحصول على شخصية قوية في الملعب كحكم". وتطمح كربوبي، وهي إم لطفل، إلى إدارة نهائيات كأس العالم للرجال يوماً ما، بعد ظهورها لأول مرة في بطولة الفيفا للسيدات العام الماضي. وهي تأمل أن تلهم إنجازاتها، حتى الآن، في مجالين يهيمن عليهما الرجال الشابات في العالم العربي وغيره من مناطق العالم، على أن المرأة يمكنها خوض جميع المجالات. وتقول: "ربما يهيمن الرجال على هذا المجال، لكننا اليوم تمكنا من إظهار أنه حتى النساء قادرات على القيام بذلك".