أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، اليوم الخميس بسيدي إفني، أن استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة يعد مكسبا وطنيا للمغاربة جميعا ملكا وحكومة وشعبا تجب صيانته وتثبيته في وجه خصوم الوحدة الترابية للمملكة. واعتبر الكثيري، في كلمة خلال لقاء نظمته المندوبية تخليدا للذكرى الستين لانتفاضة قبائل آيت بعمران، أن من مداخل تعزيز وتحصين الوحدة الترابية للمملكة إنجاح النموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية عبر تنمية شاملة ومندمجة.
وفي نفس الإطار، ثمن المندوب السامي مضامين الخطاب الملكي السامي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال42 للمسيرة الخضراء، معتبرا أنه خطاب صريح وقاطع.
واعتبر أن الخطاب الملكي السامي المذكور كان صريحا حين شدد على أنه لاحل للنزاع المفتعل خارج السيادة المغربية وخيار الحكم الذاتي.
ومن جانب آخر، اعتبر الكثيري أن ملحمة قبائل آيت باعمران التي يخلد ذكراها المغرب اليوم تعتبر مناسبة لاستلهام العبر وحشد همم الأجيال الصاعدة والانخراط بكل ثقة في مسيرة البناء والنماء التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما دعا إلى التحلي بقيم الوطنية الخالصة والتمسك بمبادئ المواطنة الإيجابية وحث الأجيال الحاضرة والمقبلة على استيعاب مقاصد هذه الملحمة المشرقة من ملاحم الكفاح الوطني.
و انطلقت انتفاضة آيت باعمران حين دشن الباعمرانيون في23 نونبر من سنة 1957 ، انتفاضتهم الكبرى ضد الإسبان بعدما تأججت المقاومة بمنطقة سيدي إفني واندلعت عدة معارك فحققت هذه الانتفاضة انتصارات في عدة مناطق منها تبلكوكت وبيزري وبورصاص وتيغزة وغيرها أجبرت القوات الاسبانية على التقهقر الى مركز سيدي افني الذي أصبح بمثابة ثكنة عسكرية كبرى محاصرة.
وقد جاءت هذه الانتفاضة بعد تنسيق محكم بين قبائل أيت باعمران وقيادة جيش التحرير بمدينة كلميم، فاستمرت المقاومة والجهاد من خلال عدة محطات أهمها محاربة التجنيس التي حاولت السلطات الإسبانية أن تفرضه على سكان هذه القبائل لطمس هويتهم الدينية والوطنية فانتفض كل الباعمرانيين ضد هذه المحاولة التي اعتبروها ضربا في وطنهم وهويتهم المغربية وديانتهم الإسلامية.
وجرى في ختام اللقاء توشيح وتكريم مجموعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم سيدي إفني.