مباشرة بعد انضمامها إلى خمسة أعضاء جدد غير دائمين إلى مجلس الأمن للفترة 2024-2025، شرعت الجزائر في تكثيف نشاطها الدبلوماسي بالقاء ممثلها صبري بوقادوم مع مختلف ممثلي الدول خاصة ذات التأثير في قرارات مجلس الأمن، وذلك تماشيا مع ما تراهن عليه الدولة الجزائرية في حضد الدعم لجبهة البوليساريو الانفصالية. وقبل فترة طويلة من انضمامها الرسمي، قامت الجزائر بجمع الأعضاء الجدد في مجلس الأمن. وعلى هامش الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في شتنبر بنيويورك، التقى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف مع نظرائه من كوريا الجنوبية وسلوفينيا وسيراليون وغيانا، ل"تنسيق" مواقف هذه الدول في مجلس الأمن وعدم الوقوع تحت تأثير "منطق الاستقطاب" في قضايا معينة.
اجتمع نائب وزير الخارجية الأمريكي المكلف بمنطقة شمال إفريقيا، جوشوا هاريس، اجتمع بالسفير الجزائري لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووزير الخارجية الأسبق، صبري بوقدوم. ولم يتأخر هاريس كثيرا، بعد موافقة الإدارة الأمريكية على تعيين بوقادوم سفيرا جديدا للجزائر في أكتوبر الماضي، ليعقد الاثنان لقاء بمقر السفارة، والذي أتى بعد رحلته هاريس إلى الجزائر التي التقى خلالها وزير الخارجية أحمد عطاف، شهر دجنبر الماضي، والتي كان حمل خلالها أساسا ملف الصحراء، ليخبر السلطات الجزائرية بأن واشنطن "لا تريد مزيدا من التأخير" في الوصول إلى حل.
وسبق لهاريس، خلال آخر زيارة له للجزائر، عقد لقاء مع وزير خارجيتها أحمد عطاف والأمين العام للوزارة لوناس مقرمان، بتاريخ 8 دجنبر 2023، وعلى إثرها قالت الخارجية الأمريكية إن المشاورات جرت بشأن "الجهود المشتركة لتعزيز السلام والأمن الإقليميين، بما في ذلك تكثيف التعاون لضمان نجاح الأممالمتحدة في العملية السياسية بشأن الصحراء دون مزيد من التأخير".